إن الإثني عشر ديواناً الذين فازوا بالمسابقة التي أعلنت عنها احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 يشير إلى مسألة ليست مريحة على أي مقياس تم وضعها. فقد حدث ما يشبه الاجماع لدى المهتمين والقراء أن سبعة دواوين على الأقل غير جديرة بأي صورة ليس بالفوز فحسب، بل بطباعتها ولو على نفقة الشاعر. وقد كُشف منذ البداية أن لجنة التحكيم المؤلفة من الشعراء والأصدقاء الأعزاء: عادل محمود وحازم العظمة ورشا عمران لم يكن لديها معيار حقيقي ونقدي للاختيار، فقد عبر أعضاؤها أن معيارهم الوحيد هو التذوق، وهذه كارثة. فالتذوق يختلف حتى لدى قارئ واحد للنص ذاته حسب توفر أو عدم توفر بعض العوامل... ثم ما هذا التذوق الموحّد الذي يجعل من سبعة دواوين على الأقل تفوز وهي غير جديرة بذلك حتى من وجهة نظر اللجنة، إذ وضعت لذلك تبريرات من خارج النص: كإعطاء فرصة لأكبر عدد، وأنه كان مطلوب منها اثني عشر ديواناً، وهذا أمر سقط فور إعلان نتائج مسابقة القصة والرواية والمسرح...
الأمر المثير هنا أن الفائزين أغلبهم، إن لم يكن جميعهم، هم أصدقاؤنا في مقهى الروضة، وإن تخلّف أحدهم عن هذا المقهى فهو موجود في "بيت القصيد" الذي يديره الشاعر لقمان ديركي! تساءل أحدهم مازحاً: لماذا لم يفز مقهى آخر رغم ارتياده من قبل بعض الشعراء؟! إنها مصادفة مذهلة!.
في إحدى مسابقات الرقص التعبيري العالمية سأل رئيس اللجنة إحدى المتسابقات التي وجد أنها ليست بمستوى المسابقة: لماذا أتيت إلى هنا، هل أتيت لتهزأي بنا؟ وتشنج الأعضاء الآخرون مما اعتبروه إهانة وجهتها لهم هذه الراقصة لمجرد أنها غير جديرة بالتقدم إلى المسابقة. ألم يكن الأجدى قيام لجنة التحكيم بسؤال هؤلاء الشعراء السؤال ذاته؟ خاصة أن أصدقائي في لجنة التحكيم شديدو التطرف بما يعتبرونه شعراً أو ليس شعراً.
عدد من الفائزين جمعوا مالديهم من قصائد مرمية هنا وهناك ومهملة أصلاً، ليتقدموا بها معتبرين، سلفاً، أن لجنة التحكيم "حبابة". وهذا ما أعرفه منهم شخصياً. خاصة أن اللجنة التي يفترض أن تكون سرية لم تكن هكذا منذ اللحظة الأولى ، بل كانت معلنة زيادة عن اللزوم.
أصدقائي الشعراء وأصدقائي في لجنة التحكيم: الخلاف لا يُفسد للود قضية!.

خضـر الآغـا
[email protected]
"شرفات"
العدد 45 تاريخ 26/1/2009