يخرج من كهفه منتعلا الصخورلم يدرك الأسماءالشمس غيّرت أقنعتهاالّليل موطنا للذئابيبحث عن أثر قديم... كلّ البصماتتمحى......من أيقظ روحك؟يا سّيد اللّون ..لغتك ثلجوأعنابك مثقلة بالدّميتحسّس الرّاهب يداه ..لم تعد مخضرّة..ولا الماء يطيرينظر في المرآة لم ير ورداأو شجرايلملم حلما جامحاوباقة من ذكرياتيتحسّس ضوء...لم تعد للحروف معنىمن ألف عام مضى...والرّاهب يصلّي لحبيبة ترتديالحلم ليلا... من ألف عام مضى.. والرّاهب يطارد غيمةمن ألف عام مضى..والرّاهب يرتق بكارة أمهالحبلى من ألف عام مضى..والرّاهب يبذر الأمنيات في أكفّ الحزانىيهادي النّرجس والخبزالشعراء واليتامىيطلق في ليل الصبية الحماممن ألف عام مضىكانت الرؤى بيتهوالأمنياتمن ألف عام مضىهوى مليئا بالنّدى ونام..........................غيماته غدت لهبا ونجماته شهبالم تعد ورداته مضيئةغابت الألوان ومعاني القواميسنسي الرّاهب شكلهو ظلّهصلّي الرّاهب استسقاء.....فأمطرتجراداصلّي الرّاهب نوافل....فاض التنّورملحا.....ككل الشعراء يكفر بالحروف إذا سدّتدروب اللغاتمن أيقظ روحك:انتهى زمن الصلاةمن أيقظ روحك :"غدر الذين تحبّهم غدرواكل حملة رسائلك كفروا"في ما مضى..كان الرّاهب يروض الرّياح والمسافاتفي ما مضى..كان الرّاهب يهادي الأحلام والرؤىفي ما مضى.. إذا خطا تدفّقت بين قدميه بحار وأغنياتفي ما مضى..إذا تعثر سندته المجّرة والكائناتلم يعد الرّاهب يغري الأفاعيأو يراقص الذئاب الجائعةلم يعد الراهب سليل آلهه....................................يتفقد الرّاهب غيماته ..لم يجد المفردات والمعجزاتيطفئ الرّاهب ضلّه ينادى أمّا كانت نجمه "..أنا الآن وحديإخوتي سلّموا للغزاة دمي ودخلوا القبو قبليلي إخوة ركعوا للفاتحينوقدموا لقيصر عقود الياسمينلي إخوة إذا متّ أحيوا أعراسهملي إخوة إذا ناديتهم أطلقوا جهةالصوت كلابهملي إخوة اغتالوا الههمأماه .. أننا الآن في وهج الحمّى وإنّك حين صدقت الحبّ .. خنّا"يبكي الرّاهب أنهارا..من أيقظ روحك..النّار زاحفةلملم رفاتك ..يفتح طريق السّماء "إلهي اجعلني سوسا في جذور النباتوأستاذ موت لكل اللّغات"لملم رفاتك ..من أيقظ روحك انتهى زمن الصلاةالرّاهب أضاع غيماته ونجماتهفي ما مضى..كان الرّاهب يهادي من نوره الأرضوالسّماوات كان للرّاهب عصافيروحماماتفقد الرّاهب الظّل والمدى لم يبق غير الصّدى لم يبق من النبوة غير العصابكى الراهب أنهارا ودخل كهفه منتظرافيضان الأرض بالمعجزات عبدالله القاسمي تونس