الأبدية والأوكسجين أرق الكتابة وهاجس التغاير
2009-05-16
أضعت أحلامي كلّها و احتفظت بحقي في الحياة..
لم أكن أريد أن تنصب لي التماثيل.. كنت أريد جرعة أوكسجين،
أوكسجين فقط .. لم أعدد أردّد
"كلما تهاوى إله جديد
أحسست أنه ثمة منصب آلهة يقترب مني"
بل سلّمت بصعود الآلهة الجديدة كل يوم
كلّ ذنبي إنني لا أعرف تقديم الولاء .. و لا أعرف السجود
بل كنت أحاول زحزحة الأصنام و فتح الأبواب قد لا أكون نارا و لكني شرارة بالتأكيد
لم أكن أعرف الردّة بل كنت أقابل الآلهة و الشياطين بوجه واحد .. أضعت الأقنعة كلّها
كنت أشرب مياه البحر و لا أرتوي.... و أخون أحلامي في الحياة ...
تقريبا ما يدفع إلى الفراشات إلى الانتحار هو ما يدفعني إلى الكتابة
أقول الموت و الكتابة لأني أرفض الإقامة خارج دائرة المعنى...
دعوني أحدثكم عن تاريخ الربوبية " قديما جهة
البرق كان الآلهة وحدهم الخالدين و كانوا يسكنون أرضنا و يعملون عملنا ... فجأة اكتشفوا أنهم حمقى لأنهم ببساطة آلهة دون خلق فكان البشر و صعد الآلهة السّماء. و اتفقوا على ممارسة الألوهية من وراء الحجب. و دام الأمر ملايين السنين حتى تناست الآلهة مخلوقاتها لاعتقادها أن هذه الكائنات لا تفكر في المعصية إلا أن اله نزق تذكّر الأرض فأراد أن يتجلّى لها فجرا حتى يمارس ألوهية بنزق أكبر ... لقد كان أول مشهد يراه بأرضنا مشهد عاشق يغرس نرجسة ... عندئذ ذهب نزقه و عادت إليه حكمة الآلهة و أدرك أنه أوان أفول الأرباب و بداية النرجس...."
أدركت الآن أيتها الآلهة سرّ كرهك النرجس و الشعراء
و لأني هنا أزرع النرجس و أعشق سوف تطاردني اللعنة : لعنة الآلهة و الأذناب لأنها لا تدرك معنى احمرار الوردة تعلمت الصخرية منها ... أليس من حقي الهزء من العالم و الرقص على خراباته
القضايا الكبيرة لا أؤرّخ لها .. لكني أعشق التفاصيل الصغيرة : أكتب جراحاتي / أحلم بالعصافير الوردية .. أراود الأشجار .. أهيئ المواعيد التي تنكسر دائما .. أجوب الشوارع أبحث عن وجوه لا أعرها .. أقرأ لأعظم شعراء العالم و كتّابه .. أجلس تحت المطر .. أشارك الأصدقاء حبّ امرأة واحدة .. أقاسمهم الأحزان كما الخبز
أقلق.. أغضب.. أبكي.. أصرخ.. أتألّم.. أحلم.. أحب.. أنسى.. أتناسق.. أضحك
ما يهمني ليس الاختلاف قدر إحساسي أني أقاسم الناس الفرحة و الألم ... و لأن البصمات لا تتشابه لا أخاف الجور...
ما أسهل القفز فوق جميع الجبال لكني أخشى أن أكون الرّجل الأحمق الذي حاول زحزحة الجبال...
و لأني لا أسجد للآلهة أبدا و لأني أعرف لماذا يموت النخل واقفا و لأن الشمس التي تنير دروب المدينة تشرق من داخلي أقول بصوت " أنخيل غارتيا لوبيث "
" أنا الصوت الأكثر حياة...
أنا الصوت لا أحد استطاع أن يسكنه
أن يرفع صوته مثلي. أن يشهره كسيف جميل
أن يلمّع ثوب ناره حيث أن الريح اعتنت بسطحه
و الجهد حاك من الداخل للنهر غابة لا تفسد
و التي كانت حلما خالدا
و هكذا لم يوجد قط
مصنع آخر غير القلب و اليوم أستطيع أن أنظر إلى
مستقبلي
هذه المملكة ..الموت
آه يا الحاسدون
لن يتمكن منّي .. إن جسدي الكلمة "
كم كنت أحترم الآلهة التي تكتسب مجدها بالخلق..
بالخلق فقط ثم تسوّي عرشها و تستوي..
أنا لا أعد الجنائز .. بل أستقبل الصباحات بالضحك و البكاء و أحتفظ بباقي الدموع لأحزاني القادمة
كنت أسافر إلى عتمات الوجد و أعود محمّلا بالمعنى و لا أبوح بسرّ اللون و ضحكات الورد...
و أفتح جسدي ليطير دمى فراشات من الضوء فأدرك بذلك اللّون الواحد و يتأسّس من آهاتي ما يمكث في الأرض .. باختصار كنت صوت الأرض و رقصة الضوء...
أنا لا أفكر في الغربان كثيرا.. كنت أغض السمع عن عويل الذئاب .. و أرفض التورّط في مقاهي العاصمة..
لكني أبحث عن نوافذ أخرى لم تفتح.
حداثني أعيشها كما أكتبها و أرفض تسميمها
نصي بصمة يدي .. ألتقي مع الآخرين و أفترق عنهم و عادة ما يكون لقاؤنا من بشر و فراقنا من حمام..
و لأني لست خارج دائرة المعنى .. لـن أسجد و سأطالب بحقي في الأكسجين..
سأحاول زحزحة الأصنام و فتح النوافذ و الأبواب كي أنير هذه الغرفة..
أنا لا أريد اللحظة .. أريد التاريخ قد يأتي أو لا يأتي المهم أن تحلم بالشمس لا أن تمسكها ..
هكذا أقدم على النص مسكونا بالأبدية و الأوكسجين.
عبدالله القاسمي
تونس
08-أيار-2021
16-أيار-2009 | |
10-نيسان-2009 | |
04-نيسان-2009 | |
24-آذار-2009 | |
10-آذار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |