كم هتفت ؟
لعل نداءاتي تمر بساحل بحرك
تأخذني من أرصفة التشرد
ومن متاهة ليل
أني هنا جثة نبذتها المدينة
كل سعف نخيلي يقول
"يتامى شعراء زماننا"
إني هنا ...ملتاع من دمي انتظم النهار
وانبثق الشجر
كلما أعلنت موتي أضاءت نبوّتي
فلتهتزوا لتألق نهر في جسدي
أطلقت رغائبي واشتعلت بالسرّ مذ حاصرني المطر
شاردا كالبرق
على كتفي النجوم احملها للألق
وأوقظ الشاعر في عمقي تهطل روحه بردا
تغير مجرى النهر ولون الشفق
أنا سيد اللون ابلل فرشاتي واغني
(كلماتي جرح الأرض
وكل النخلات
كلماتي صوت الريح
وكل الضحكات
كلماتي الماء والنار
وكل الأصوات
كلماتي الحب والفرح
وكل الآهات
كلماتي الروح ..إن ماتت كل الكلمات )
أنا سيد اللون
انكسر على ضفة الليل وحدي
واغني المجرة شعرا
منذ ثلاثين صبحا ..دمي يسافر في العتمات
تأخرت ..قليلا
كم مرة سأنادي .؟
لعل نداءاتي تمر بساحل بحرك تأخذني من متاهتي
وتفتح بحري لحراسك
إني هنا جرح تبعثر في الكواكب
وتدلى دمي أفقا
ووقتا يضيء شتاءات أيامك
لم يبق للفجر كي نلتقي بأجنحة الضياء
إلا شوارع أغانيك
مازلت معشوشب الكفين
أداري شهقة البوح بأسمائك
واسكن الكلمات حين يضيق المدى
أنا سيد اللون
كلما لمست روحي اكتوى طفل الربيع وغني لك
( علمني حبك عد نجوم الليل
وغيمات الصيف
علمني حبك سر اللون
ومعنى الحرف
علمني حبك طعم الخوف
لأنك بلادي التي بيني وبيني
لأني شريد الأغاني
إن غبت أنت ..أسعدني الطيف
علمني حبك عد نجوم الليل
وغيمات الصيف
علمني حبك عشق الطيف )
أنا سيد اللون
أرعي جمهرة الكواكب
وأطوع عناصر الخلق لشرائعي
مازلت مولعا بالحرائق ...منذ ارتجفت في
الصلصال قدمي
مشتعلا بالرغائب واللون الواحد
أمر إلى مجدي صفا من الانفجارات
وأعلن ..إني ظل اله
بالأسماء تشع ذرات جسدي

عبدالله القاسمي /تونس