نص / تفاصيل الحكاية والنرجس
2009-03-24
الآن لا شيء ..عار تماما إلا من بعض الخطايا وبعض المعاصي الجميلة حتى الأرض التي تجثو على قدميها أمامي استقامت .
لاشيء يا صاحبي يصنع النخب
خمارات الروح مقفلة وأنا اردد" لا شيء ...لاشيء ..أنا المركز والمرتكز ، أنا الظل والنور ، أنا الهاء
ما اشعر به أثقل من جسدي ..أثقل من ... لاشيء أخيرا
الأشياء الجميلة هنا : مازالت سيجارتي تشتعل .. كتبي ..قلمي صمتي قلقي ..وأنا كل شيء يتكرر
قهوة كل يوم لها طعم واحد . ...حتى الشجرة
ما عرفته أن السماء قد تقترب منا ثم ترحل ..ربما ما أعرفه إني كنت وحدي أكتب مرثيتي ووحدي اجعل حدودا .
ما أقسى المشي في الجنائز ..- عفوا – لكن قطف الوردة موت . أليس كذلك ؟
اعتقد أن الحلم قد مات وأننا جميعا نعد جنازته .. لا شيء يبشر بالصباح
لا شيء غير ارض تنوح .. ارض ثكلى , بكيت معها قليلا واحتفظت بباقي الدموع .. ما زالت في العالم أحزان أخرى
لا شيء الآن .. السيجارة لم تنطفئ والعالم يتقادم بسرعة .. كل الوجوه ميتة
هنا حتى الاشتهاءات اللعينة طلقتها بعدما طارت الغربان ... الفتاة الغبية التي أمارس معها اللذة القديمة تحولت مخاطا .. هنا الحقائق ليست كلها البحر بل للعواصف لغة أخرى وللبرتقال حنين الهجرة للمجهول
أنا وحدي اغني ..وحدي اطرب ..ووحدي أؤسس فعل الصلاة .. ووحدي ارسم الأفعى على فخذها ليلا وازرع النخيل والغابات واهب السماء ما يساعدها على الزرقة كل يوم .
الشمس التي كنت اعد نفسي لارتكاب فعل الزنا معها افلت أخيرا وعقارب الساعة تعيق حركتي ...ما أقسى النور
ليل يا صاحبي حكاية اخرى
حكاية كل العشاق والموتى ..أنا أول العشاق وأول من يموت وآخر من يطوي الأشرعة وأول من ينزل البحر.. وآخر من ينسى حنين العودة ..
عروس البحر ليست حلما ..كانت تزورني كل ليلة محملة بالبوح والاشتهاءات والبوح : كان القمر بيدها وتفاح الغواية عطرها وأنا الجائع أبدا ...
احمل جفاف أجدادي إلى ينابيعها
عروس البحر ليست حلما ..
الليل ياصاحبي حكاية أخرى
حكاية الشوق والحنين الدائم للرحيل
كل أمسية أسافر إلى عتمات الوجد وأعود محملا بالثلج والحنطة ..
لا شيء يطفئ هذه النار المنبثقة من فم تنين جاثم على الكون ..
عروس البحر وحدها صيرت البحر عسلا لمن كان يسكن الحلم ، ووحدها تعرف سر البوح والاشتهاء وتعرف النهار وسر الوردة ومعنى الحرف وتعرف أن ترانيم الصبايا تشبع الجائعين وتبعث الموتى ..
الليل يا صاحبي حكاية أخرى
حكاية بحار عشق عروس البحار وسافر للنجوم كي يجعلها عقد .. لم يعد ..الممرات مزدحمة بالأماني , والجراحات كثيرة والليل قصير...
الليل يا صاحبي حكاية أخرى
حكاية الروح نشوى بالخمرة الأولى . وبالنار تكسو الجسد فيزهر بروقا وزهورا وضوءا ينبعث من شفة عروس البحر.
ويبقى الليل حكاية لم تروها شهرزاد
لا شيء ..
لا شيء الآن
ضحكات الآلهة تعلو ..فيصرخ دمنا ثم يطير فراشات من الضوء ..
ما أثقل الأجساد ..
أيتها الريح .. لا تهبي الآن ....
لنا كؤوس أخيرة ومواعيد ننظمها للعابرات ..هبي الآن : اللون واحد وشهرزاد ترتق حكاياها وتهب الشعراء المعنى ..
لم تكن الحكاية زهرة تذوي ..كانت أنهارا وغماما وظلا ..
وحدها شهرزاد تؤسس ما يمكث في الأرض ووحدها تعرف الأسرار المقدسة .. لم تكن شهرزاد حلما كانت رحلة الأبطال في التاريخ .. كانت حمحة الجياد وتأوه الحبيبات ..
لم تكن حلما كانت صوت الأرض ورقصة الضوء .
شهرزاد البراكين في جسدي
شهرزاد حنين الغرباء إلى البلد
شهرزاد طيف الحبيبات
شهرزاد ..لا احد
هبي أيتها الريح .. هبي أكثر كي تحلو الحكاية
شهرزاد وحدها تصنع كبرياء الجبال وتطلق غمامة المتعة للعشاق ووحدها تعرف ما يتهامس به العاشقون وتسكن الأهداب المفعمة بالحب ..
قريبا كان الحزن نجما مضيئا ..
لا احد يعرف فتنته غير الذي عرف سر الأزرق الكحلي وآمن أن الزهرة كالجمرة وامن أن للكرمة طعم السكر ..
الحكاية ليست طوفانا أو إبحارا بل الحكاية عشق دائم للون وحنين القوافل للماء
الحكاية فاتنة تتعرى كل ليلة ووحدهم الحزانى يعبرون الجهات إليها ليقطفوا عشب اللذة .
يا صاحبي ليست الحكاية حجرا .إنها النبع الدائم للرؤى والبلسم لكل الجراح . إنها حنين الشعراء للون الواحد .. ومقصد البدو الرحل وحلم التائهين في الصحراء ..
للحكاية فتنة يعرفها الشعراء ولليل حنين الماء وآهات المسافرين ..
ما أقسى العالم لولا طعم السكر
الحكاية زمن من الحب والعشق وحنين دائم للحبيبة الضائعة وكل الموانئ والأرصفة ورسائل المحبين والشوق إلى اللقاء ..
هي اللون الواحد وهي البداية والنهاية
لم يكن شهريار دمويا كان يبحث عن لون الوردة في الدم ويمهد لفعل الحكاية .. من ضلوعه بعثت شهرزاد ومع الحكاية كان شهريار يروض براكينه ويدرك سر الألوان
الحكاية يا صاحبي هي الزمن وهي الليل بكل تفاصيل النرجس والعشق كما للمكان تفاصيله .
المكان يا صاحبي اندفاعات الروح إلى الصفاء وهو الرياح وعطر الخزامى.. هو الشعر يغازل الضوء والأحلام تكبر مع الشمس .. هو صور الحبيبات في جيوب المحبين
المكان حنين المسافرين إلى العودة واشتعالات الذكرى واشراقات متجددة ..
للمكان عطر الأجنة وللون طعم الحياة
للمكان السر الأكبر ولي في هذا المكان شجر من القلق وصفصاف من الحزن
لا شيء
لا شيء ينبئ بالمطر غير الغربان .. هنا الأشواك والجراحات ولانقسامات وضياع الألوان ..هنا الموت عاهرة تتحسسني كل ليلة فتقتل عطشي للحكاية .
هنا يموت المكان كل ليلة وتنمو الزوابع والجراح ...لا شيء هنا يصنع النخب
المكان يا صاحبي يسكن دموع الغرباء ويغير مجرى الأنهار . ..المكان همس الحبيبات ليلا . وأنا في الأرض الموات أهيء المواعيد للتي لا تصل
المكان يا صاحبي وهج الجسد يلامس أنثاه ويشعل الثلج المحنط منذ البدء ..
لا شيء ..
لاشيء يصنع الدهشة في هذا المكان
لا ذكرى تؤثث بيتي
لا موانئ كي ترسي سفني
لا خمرة تصنع نخبي ..
لا مطر كي أجدد نفسي
وحدها الحكاية تمنحني الماء
عبدالله القاسمي تونس
08-أيار-2021
16-أيار-2009 | |
10-نيسان-2009 | |
04-نيسان-2009 | |
24-آذار-2009 | |
10-آذار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |