Alef Logo
ابداعات
              

كما عرضها الله، كما سمعها آدم..

محمد أنوار محمد

2009-09-14

-1-
لَمْ يَصِلُوا بَعْدُ.
وَسَجَّادَةَ جَدَّتِي، بِهَذَا السَّيْرِ لَنْ يَصِلُوا أَبَدًا.
فِي مَشْيَتِهِمْ رَشَّاتُ الشَّمْبَانْيَا،
وَشَارَاتُ فَشَلٍ فِي كُلِّ شَيْء.
لِيَكُنْ.
الرِّيحُ تَعْرِفُ أَيْنَ تَمِيلُ،
وَربَّما،
ليسَ فِي الفِكْرَةِ
مَا يَسْتَحِقُّ السَّيرَ.
هَذَا مَكْرٌ كَوْنِيٌّ،
حَتَّى لَا تُرْسَمَ البَسْمَةُ الكُبْرَى أَبَدًا.
لا بُدَّ من مَكْرٍ آخَرَ.
مَنْ يَتَجَرَّأُ عَلَى مُحَاجَّة حَجَرٍ نائمٍ في دفترٍ سرمديٍّ؟
( أنظُرُ إِلَى السَّقْفِ.. أَجْلِسُ غَيْرَ بَعِيدٍ عَنِ الأَرْبَعِينَ،
وَعَلَيَّ أَنْ أُسَطْرِجَ لِنهجٍ جَدِيد ...)
-2-
أَبْحَثُ عَنْ بَسْمَةٍ تَسَعُ كُلَّ شَيْءٍ.
-3-
أَسْتَمِرُّ فِي تَقْطِيرِ أَشِعَّةٍ عَذْبَةٍ
مِنْ أَجْنِحَةِ فَرَاشَاتٍ عَابِرَةٍ
أُرَصِّعُ الوَقْتَ بِمَصَابِيحَ رَائِعَةٍ
فَالأسْمَاءُ صَافِيَةٌ
كَمَا عَرَضَهَا اللهُ، كَمَا سَمِعَها آدَمُ
وَمِنْ فَرَحٍ أَتَحَلَّقُ حَوْلِي.
-4-
نَسْلُكُ إِلَى المَسَاءِ.. نَسْرَحُ إلَى الصَّباحِ.
نعْملُ عَلى مكَانةٍ تَعْتَبِرُها السَّابلةُ وتَسْتمْتعُ،
كَما أيائلُ حجَرِ الصَّحْراء،
كَما أنثى المرمر في أوروك،
كَما مقابر وادي المُلُوك.
فَرِحٌ لِأنّي أسْلُكُ، وأسْرَحُ.
لِأنّي معَ الكَائناتِ وأكْتبُ
أتَشَوَّفُ إلَى ما وراءَ السُّلَالة،
أرسُم السُّبلَ
وأشعِرُ السَّابلةَ
بسَيرٍ مُسْتحقٍّ.
أرى أبوابًا مُشْرعةً:
لِنَرمِ حِقدَنا في الرِّيحْ
ولنسْرحْ جميعًا فِي مَرَحٍ
إلَى نُزُلُ البَهاءِ الأبديَّة.
-5-
بَعْضُ الأَشْجَارِ أمَامِي
أشْفقُ عَلَيْها، وَإلَّا كُنْتُ أحْرَقْتُها
لتَرَوْنِي أَكْثَرَ وُضُوحًا.
أُشْفِقُ عَليْهَا، ولَا أُرِيدُ أَنْ تَنَامَ حَزِينَةً...
عِنْدَمَا سَتَنامُ
سَأَقتَرِبُ منَ اللهِ
وأَحْرِق الغَابَةَ.
-6-
أَلْعَبُ فِي عَالَمٍ
أشْجَارُهُ فَرَاشَاتٌ
شَوارعُهُ تنهُّداتُ ليلٍ
وأيَّامُهُ خُلاصَاتُ ضَوءْ.
-7-
كُلُّ شَيْءٍ يَشْرَعُ فِي شَيْءٍ مَا...
أخرُجُ منْ ذاكرةٍ لا تَخْتزِنُ أيَّ شيءْ
وأدخلُ إلَى قَصيدةٍ تَخْتزِلُ كلَّ شيءْ.
أنادِي البدَاية،
أسْمعُ نسْمةً
أبصرُ إِطلَالَةَ رأْسٍ
وإشْراقةَ بسْمةٍ:
البدايَة حيَاةٌ،
وكلّ شَيءٍ يشْرعُ في شَيءٍ ما.
-8-
أشَاكلُ الرّيحْ
ولِي الشَّرفُ أن لَا أعْرفَ - بعْد الكِتابة - لِماذا أصيحْ.
-9-
أقفُ بيْن سَطْرٍ وسَطْرٍ،
بيْن كَلمة وكَلمةٍ،
بيْن حَرْفٍ وحَرْفٍ،
لِأمَوِّتَ الوقْتَ.
-10-
أحيانًا ترْتاحُ في قلْبِي الرِّياحُ.
-11-
قاتلَ فِي سَبيلِ ورْدتِها
وحينَ تَمَكَّنَ.. دَفَنَ نسْيانَهُ فِي سَلَّتها..
ثُمَّ أرْسلَ سُلَالتهُ
إلَى آخِر كَلمةٍ.
-12-
فِي الكَلِمة سُبلٌ قلقةٌ
وخريطةٌ غامضةٌ
ونَهرٌ يتكوْثرُ بأناةٍ
فِي قصيدةٍ خَطِرة.
-13-
شاعرٌ يقتنصُ فُرصَةً،
ليْسَ كَشَاعرٍ يدخلُ صُدفةً
ليْسَ كَشَاعرٍ يبرمُ صَفقةً
ليْسَ كَشَاعرٍ يتّخذهُ حِرفةً
ليْسَ كَشَاعرٍ يعْتبرهُ مُزحةً
ليْسَ كَشَاعرٍ يعْتبرهُ صَنعةً
ليْسَ كَشَاعرٍ يعْتبرهُ مُتعةً...
ليْسَ كَشَاعرٍ...،
ليْسَ كَشَاعرٍ...،
ليْسَ كَشَاعرٍ...إلخ.
-14-
أنزلُ بصنَّارتي إلَى البُحيرة
لعلِّي أمسكُ بأسْماك جديدة
سَلكتْ دون قصْدٍ إلى القصيدة .
-15-
تأتيكَ الكَلمةُ فتجدُ داخلَها فكْرةً،
وتأتيكَ الفكْرةُ فتجدُ داخلَها كَلمةً،
...لَا أكترثُ، ما دُمتُ أَجِدُ.
-16-
كَمْ وقتًا فِي السَّلَّة لتُصبحَ الحركَةُ مُنسَجِمةً معَ الدَّائرة؟
تعزِفُ الكَمَنجَةُ لَحنًا يَمتحُ منَ النَّعيم والجحيمْ،
والتّفكيرُ كفَراشةٍ ينجرفُ إلَى الأشعَّة دونَ تفكيرْ.
أحيانًا تعزِفُ الكمَنجةُ لَحنًا رماديًّا:
لَا يُوجدُ جحيمٌ ولَا نعيمٌ،
فَقَطْ برزخٌ ضبابِيٌّ ولَا يقينْ.
أيّ لَحنٍ عزَفتْ.. الكَمنجةُ فِي يدٍ عَمياء.
-17--
لَا جَبائرَ لِي لِأسيرَ سويًّا.
-18-.
أكتبُ سُفنًا
لتحْملنِي إلَى قدَرٍ أخضرَ..
أدفعُها إلَى البحْر
تاركًا أزِمَّتها للرِّيح..
وأعودُ إلَى اليابسَة
لأدفنَ قدري في الرَّمل.
-19-
أسْمعُ جَرَسَ النّاس
في سَعيهمْ إلَى العَرَصات الصّغيرة،
كفراشات تسعى بلَا ذَكَاءٍ ولَا حدْسٍ
إلى دَائِرة الضَّوء،
فِي حين أُلوِّحُ مَرحًا
كَريحٍ فِي سَماء الله الواسعة.
-20-
سُبْحانَ منْ أجْرسَ فِي رأسي العالَمَ، وَسَبَتَ.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

حين انتبه إلى جثثه التي لا تحصى...

07-تشرين الثاني-2009

كما عرضها الله، كما سمعها آدم..

14-أيلول-2009

المفلوك. الجزيرة. وحكاية المرأة.

26-حزيران-2009

قصص أصرت أن تبقى قصيرة جدا..

04-أيار-2009

لن أتأدب للبحر...

18-نيسان-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow