"تقول الحكاية: في دلمون لا يفترس الأسدُ احدا...لا توجدُ أرملةٌ
ولا يدرك الشيخَ الهرمُ.." فيما يتململ حيُّنا اليوم .. انظروا إلى بحر اللاذقية إنه عيونُ القنص.. ....

******
-1-
ها هو يطلُ من جديد
هذا البحرُ المفخخُ
يطلُّ
على غير عادته
مرتديا عيونَ القنص
فيما الرملُ يمشي خيمةً تلو أخرى
يرتعدُ ..متكئا على صباحٍ خافتٍ
و طريقِ مارةٍ مفتونين بالقتل
هذا البحرُ يمشي نحوي بزرقة تشبه الموت
يمشي ببسطار عسكري..و موج حزين
حوذي نسي الغناء
كل شيء يمعنُ بالذهول
الصباحُ
طاولاتُ المقهى
شِباكُ الصيادين
بيوت الفقر..
فمن يجرُ البحرَ خلف المحيطات
-2-
وحدها المرأة تعدُ القهوةَ
تدربُ الريحَ على الموج
إنه يرعدُ يبرقُ يتقدمُ ينزاحُ..الأزرقُ الرمادي.
الرمادي ينتظرُ الحوذيَ
كي يُزيح عن صدره كلَّ هذا الموت
-3-
وجهٌ طاعن كالسراب.. البحرُ
وحش يعضُ الأحلامَ
البحرُ...على غير عادته يأتينا هذا المساء
ينهشُ بذئابه حيَّ الرمل..
فيما الدروبُ تشدُ الخيام
الدروبُ تتوارى تنشرُ قمصان الدم
كيف لكل هذا الموت ان يصرخ
كيف لهذه المدينةِ ان تقفَ خيمةً في العراء
-4-
يا بحرُ يابحر
يا أغنيةَ الصيادين
يا صوتَ فيروز
هيلا هيلاي
وحدهم آلهةُ الموت يجرون الشجر
يحرقون رسائلَ العشاقِ
و أرجوحةً على غصن شجرةٍ تهدهدُ لطفلٍ نومَهُ الأخير
يسحلون الوقت
يسحلون الموج
يسحلون حكاياتِ جدتي
فيما تحملُ الخيامُ أطواقَ الخرز .....
تحمل الأطفالَ على ظهرها..تهرولُ بعيدا عن العيون
يا بحر القراصنة
يا بحر القتلة
يا بحر......... أزحْ مساميرَ قنابلك عن صدرنا
و حدهم الصيادون يحلمون بخاتم العروس في شباكهم
وحدهم
-6-
أنا عروس الحكاية
حافيةً على الرملِ..بينما تمضي الأرصفةُ ببسطار عسكري..و بدلاتٍ مبرقعةٍ تشتهي الموت
القمرُ حيران
على شاطيء البحر كنت..
أشعل ضفائر الذاكرة
منذ حلمين و حقيقية
منذ رحلةٍ و سفرجلة
منذُ كتابٍ مسكونٍ بوردِ الرائحة
أوقظُ الحزنَ..و أنطوي..
أقلّبُ ألبومَ الصورِ
صبيةُ الضفائرِ
حاملةُ الجرار..النبيذ
يرتفع صوتُ البحارة..هيلا هيلاي..
صوتُ الرملِ يرتفعُ
... هيلا هيلاي.. يمتد الى الشمس
هيلا هيلاي
القمر غارقٌ
في البحر..و النجوم ترتدي السواد
يا لَهول المذبحة
إنهم يتساقطون.. يغرقون القراصنة .. يا لَثِقَلِ قتلاهُم
هيلا هيلاي..هيلا هيلاي