إنهم يتساقطون يا لَثِقَلِ قتلاهُم
خاص ألف
2011-08-23
مائة و خمسون يوما من عمر الثورة السورية، أو كما أطلق عليها الانتفاضة الشعبية، و التي انطلقت شرارتها في الخامس عشر من آذار الماضي، مائة و خمسون يوما سقط فيها أكثر من 2500 قتيل، و اكثر من 3000مفقود، ناهيك عن 30 ألف معتقل، إنهم يجرون البلاد إلى حلبة مصارعة، هؤلاء شياطين المافيات، سماسرة الأسلحة، تجار الأعضاء، و المخدرات، و الرقيق الأبيض و الأسود، هؤلاء الرق الذين لم يرتفعوا إلى مصاف الإنسان و بقوا محتفظين بتشوهاتهم، لذا ليس غريبا أن يشوهوا الشجر، و أغصان العافية، ليس غريبا أن يرموا بالبلد إلى البحر ليبقى كرسيهم الأعرج المنخور، قضيتهم واضحة إما هم و إما هم، و ليذهب البلد إلى الجحيم...
لتذهبوا إلى الجحيم..ألف جحيم ..ألف غبار و ملح ..لتذهبوا إلى الهاوية أيها القتلة.
مائة و خمسون يوما و الصورة تسيطر على المشهد،، سواء على الأقنية الفضائية، أو على مواقع الانترنت، أو الصحف اليومية، صورغالبا ما التقطت بكاميرا الهاتف المحمول، صورة طفل مطعون يصرخ، أم تولول محتضنة رضيعها الذي مات، و امرأة تستغيث مما أصاب شقيقها من قتل و تشويه، شباب يتدحرجون على الأرض، فيما الدم شقائق الحيرة و الوجع، مآذن تتطاير، و مغني مذبوح يتردد صدى صوته :" و الشعب بدو حرية".. صرخة تخترق الجبال و الوديان...و الحدود أيضا..."جايين من عتم الزنازين من قلب ها الأرض طوفان جايين"، يصرخ الشاعرفي أنشودة شعبه..تتسع صورة الشهيد، الضحية، الفداء، العاشق، الحالم، البائس، التعيس، السعيد، المنتظر أن يرى فجرا آخر..آخر تماما.
و على طرف آخر تبرز صورة الجلاد، أكبرمن المدن و القرى..أكبر من الأنهار و البحار، في التشوه، في الجنون و المرض، في اللا انتماء لأي شيء لا لقيم و لا لإنسان، و لا لشجرة على طرف زقاقنا في الحي، لا ينتمي لأي شيء، سوى الرغبة في القتل..
مائة و خمسون يوما....أمهات بسواد و أغطية بيضاء، يقطعن الوقت بالتسبيح، حبيبات بأحلام العرس و العناق، حبيبات يخبئن ألف ألف قبلة في صندوق العرس، ألف ألف حسرة، و ألف طوق خرز..أمام اتساع مشهد القتل، الذي يفوق حدود التصور و الاستيعاب، فسقوط ألف شهيد، يعني سقوط آلاف الأحلام، و الطموحات، وألف غصن زيتون و ألف قلب أم..
مائة و خمسون يوما، و هم يستبحون البلاد و العباد، المدن و القرى، يفتشون بين حصى الأنهار، و تنانير خبز الأمهات، يفتشون بين عربات الباعة المتجولين، و بائعي البسطات في سوق قديم، يفتشون في بطون الأمهات ..في ألعاب الأطفال، يفتشون الحقول، ينبشون القبور، يبقرون البطون، خمسة أشهر مرت...يا لهول المذبحة... يا لهول المشهد ...خمسة أشهر و ملايين الملايين تنتظر الخبر العاجل:... إنهم يتساقطون يا لَثِقَلِ قتلاهُم
08-أيار-2021
20-نيسان-2019 | |
08-تشرين الأول-2011 | |
28-أيلول-2011 | |
23-أيلول-2011 | |
21-أيلول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |