يا هذا الوحشيّ في طراوة نومي
يا هذا الأعمى في بساطة العتمة الخفيضة
يا تلك الأذرع الليّنة تحت حيلتي الحافية
ضيّق ثقب الباب لأتنفّس
ضيّق الشبّاك
ضيّقة أشكالكم
وأصواتكم... لا تكفي لأتبعكم
من يحمل عنّي ذعري ريثما أضرب النّهر بجسدي
من يُعِرني طمأنينة قليلاً، لألعب
من منكم لا يملّ كفّه المفتوحة لأصابعي
وهي تتناول الزّبيب حبّة حبّة
من إذا لذتُ به
فتّتَ حكاية ليلى والذّئب في جيوبي
أخفقُ
أخفقُ بحفنة قمح تتذرذر لحوْصلة طليقة
أخفق بالبحر
سفحي المكتمل بخراب الجهات
صخب الملح يشقّ هزيمة الصَّدف
يشكّ بالضوء ويباركه
مدلهمّ في البعيد الثقيل... لغواية الماء
من هزّ الكآبة فوقي
من أوقعني على العزلة
من أسرف بقتلي لأنزف... أنزف... ولا أموت
لو تحملوني...
كأمّي ترفع وجهي عنّي لأبكي بصوت مسموع
لو تأتون إليّ من المسافات كأبي المسافر يعدني بالرّجوع
يوم العيد
لمن سآوي إذا ما طردني بيتي
في أيّ القمصان سأزرّر وحدتي
أيّ سقف واطيء قديم سيعلّمني الألفة
وأيّة سجادة مصدوعة الألوان
ستذهل خرافتي الكبيرة على المكان
أيّة زوايا أربع
ستخطف صوتي البارد رشفة رشفة
على ماذا سأنبجس
كيف سأفرّ
بمن سأمرّ
أين سأحطّ
ماذا سأصرّ
متى سأهدأ...
25/10/1997
من ديوان (خطيئة الرّمان)، سلسلة الشعر "5"، مطبعة اتحاد الكتاب العرب في دمشق.