متعبة بالحنين إلى الحقول
حتى لكأنكِ كالسُّمرة
تتحرَّقين في الشمس
وقد تخمّرت فيكِ كل المشاوير
مَنْ للشمس غيركِ؟؟
مَنْ للريح؟؟
مَنْ للحزن المبحوح في اصفراركِ؟؟
مَنْ غيركِ
لليل... وقد تسطّح فيكِ كل عتمته
وعلّق قمراً
مثلكِ أنا... لم تزل جروحي ثلج الطرقات
أكثر من المطر قد غسلناها
أكثر من أزهار نيسان
وأعناب تموز وعريّ تشرين
(يتوغّلني) ألمكِ
فينقشر صوتي
مثل أغصان الدوالي تنفرط عن أخشاب رقيقة
وتبيح للشمس سُمرتها
يقطر العنب... يقطر... يدلف... يمطر
يمطر..
صوتكِ غرفة مهجورة
ينتابها فتضيء
بابها العتيق مثل شَعركِ، لم يزل منذوراً للريح
ينهككِ الضجيج
تنسحبين... تتفيّئين
وكأن لكِ شجراً كثيراً... كثيراً
هزّكِ تشرين فوقه
حطّبكِ كانون
ترمّدتِ...
غير أن شيئاً ما
شيئاً ما... مثل الحقيقة في عينيكِ
كان يتفتّق عن خضرة صغيرة فوق ساقيكِ
تُرجعينَ نيسان
تلوّنينَ الهواء بدم تموز
شيئاً ما في صفاء أصابعكِ
يعشِّب الزوايا المتروكة
****

من ديوان (خطيئة الرمان)