أعنية المجر الانتحارية Gloomy Sunday
خاص ألف
2013-06-06
هي أغنية عن الحب والموت عنوانها الأحد الحزين. تقول كلماتها باختصار " قريبا ستصل الزهور وستقام الصلاة .... مع قدوم الظلال سينتهي كل شيء فقد قررنا أنا و قلبي إنهاء كل شيء... أنا سعيدة للذهاب للموت، ..مع آخر رمق من روحي سأكون مباركة لك ..)
الأغنية التي ألفها الموسيقار الهنغاري ريزو سيريس (Rezso Seress) ثم ركب عليها الشاعر الهنغاري لازلو خافور كلمات الأغنية , قام عدد من المطربين والمطربات بتركيب كلمات على اللحن الأصلي للأغنية وأشهرهم المغنية بيلي هليداي في عام 1941، تسمى هذه المقطوعة بـ (أغنية الانتحار المجرية) بسبب عدد الأشخاص الذين انتحروا وأغنية (الأحد الكئيب أو الحزين) تصدح بجانبهم .
أيضا تم استخدام المقطوعة في عدد من الأفلام منها فيلم قائمة شندلر، والجدير بالذكر أن ريزو سيريس مؤلفها انتحر بإلقاء نفسه من شقته في بودابست بعد عيد ميلاده التاسع والستين وتم إنقاذه وقتها، ولكنه انتحر لاحقا في المستشفى بتيار كهربائي!!!
ويروى أن الأغنية المجربة( Gloomy Sunday) وقد أذيعت لأول مرة فى مقهى ..ولم يلبث المغنى وكان شاباً يافعاً أن انتحر بعد أن غناها مباشرة واشتهرت الاغنية التي انتحر بعدها ذلك الشاب البائس ... إلى أن غنتها المغنية الشهيرة ( أولجاكيركس ) فى أحد المسارح الكبيرة. ثم دخلت الى مقصورتها بالمسرح استعدادا للوصلة الثانية .ولكن لم يكن هناك وصلة ثانية فقد وجدوها ميتة فى مقصورتها وقد انتحرت بالسم ولم يستطع أحد حتى الآن أن يعرف السبب الذى يؤدى بمن يغنى هذه الأغنية للانتحار بعد غنائها مباشرة والتى مات على أثرها عشرون شخصا كلهم كانوا ينتحرون بعد غنائها.
اذا هذا شأن الأغنية التي أصبحت من أشهر مقطوعات التاريخ وقصتها ضربا من الخيال تجسدت بحالات انتحارية ، فكيف وقد تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل اسمها (Gloomy Sunday )
فيلم (Gloomy Sunday ) هو الفيلم الروائي الطويل الثاني الذي يقدمه المخرج الألماني Rolf Schübel بلمسة أوربية مميزة فيها كثير من السحر والتي تطغى عليها الموسيقى الجميلة للمقطوعة السابقة التي استخدمها المخرج باحتراف كموسيقى ترافق الفيلم بمشاهده ، لم ينل الفيلم الكثير من الشهرة لأنه لم يعرض في الكثير من المهرجانات السينمائية العالمية، ولم يحدث ضجة كبيرة عند صدوره. ولكن أبرز ما يميزه هو القصة الهادئة والمعبرة التي تميزت بها أفلام عقد التسعينات الذي يعتبر من أفضل العقود التي مرت على تاريخ السينما العالمية
تدور أحداث الفيلم في المجر في ثلاثينات القرن الماضي تبدأ في الفترة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية في بودابست وتحكي قصة الشاب (لازلو زابو) اليهودي الذي يملك مطعماً فاخراً في مدينة “بودابست”، يستقطب الكثير من الزوار الأجانب بفضل جودة طعامه، ولكن السبب الأهم لجذب الناس هو وجود النادلة الفاتنة (إيلونا) التي يقع تحت سحرها كل من يزور المطعم، ولا سيما الشاب الألماني (هانز) الذي يرى في زيارته للمطعم متعة حقيقية لا يمكن أن يستغني عنها كل يوم..
المفصل الاساسي الذي أحدث تغيرا في مجرى الأحداث كان بقدوم الشاب (آندراس آرادي) عازف البيانو المتواضع الذي لا يدري ما تحمله له الأقدار بمجرد تقدمه للعمل في المطعم المجري، ليقدم من خلال البيانو أعذب الألحان التي تأسر قلوب زوار المطعم، ويمنح العالم أغنيته الصغيرة Gloomy Sunday التي ستكون سبباً في تغيير مجرى حياته مع الكثير من الأشخاص من حوله.
يحكي الفيلم قصة ثلاثة رجال هم (لازلو) و(أندراس) و(هانز) الألماني، كل منهم يحاول أن ينال إعجاب الآنسة (إيلونا) التي تسحر الجميع برقتها وأنوثتها.. ولعل هذه العلاقة كانت نقطة مثيرة للجدل كونها علاقة غير واضحة، ولكن النص حاول معالجتها بعدد من الحوارات التي جعلتنا نفهم قليلاً طبيعة هذه العلاقة الغامضة حيث يتبادل أفرادها الكثير من المشاعر المتباينة، ولكن ما يجمعهم هو حاجة كل منهم للآخرين بشكل لا يمكن الاستغناء عنه
الأغنية( Gloomy Sunday) كانت اللغز الذي تدور حوله حياة أبطال الفيلم، فكان كل واحد منهم يبحث عن الرسالة التي تريد هذه الأغنية الغامضة أن تقولها عن طريق نغماتها الكئيبة.
والرائع أن هذه الأغنية قالت الكثير، وحملت لنا الكثير من المشاعر لبشر يشتعل بدواخلهم حبّ عميق يتداخل مع كراهية عجيبة.. تتقاطع المصائر ويخسر البعض حياتهم والبعض الآخر يستمر لأن كرامته هي ما تبقيه حياً إلى النهاية وتمنحه الطاقة ليعيش، ويقاتل من أجل أن يحصل على سعادته حتى ولو كانت سبباً في أحزان الكثيرين
يضعنا هذا الفيلم أمام القيمة الحقيقية للإنسانية في زمن الحرب التي لا ترحم أحداً، ويعتبر فيلما ماتعا بشكل عام ، وجيد بعناصره الفنية، و السيناريو تميز بالحوارات والأداء الجيد للممثلين أضافة الى الموسيقى الساحرة لأغنية “الأحد الحزين” التي تم استخدامها ببراعة في الفيلم لتكون أجمل ما فيه وتعطي مسحة من الغموض وسمت ثنايا القصة الجميلة.., و حافزا لاكتشاف ما وراء الصورة والعمل على اكتشاف الأقنعة التي يجتهد الانسان بوضعها والتي تتساقط و تتكاثف لدرجة تغيره وتسبب في اتساع مدى حزن الاخرين ، وتكون ايضا حافزا للانطلاق والبدء من جديد رغما عن كل حالات الألم ، والتي توضحت بشكل جلي في التغيرات الدراماتكية التي طرأت على شخصيات هذا الفيلم الذي يجسد صيرورة الحياة والموت واهمية كلاهما ..
08-أيار-2021
20-تموز-2013 | |
26-حزيران-2013 | |
فيلم آلام المسيح (The passion of the christ) إدانة للعنف وتجسيد للصراع العقائدي الإيدولوجي |
15-حزيران-2013 |
06-حزيران-2013 | |
11-نيسان-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |