لو أنّهُ لم يكن كذلك..
خاص ألف
2013-06-19
*إلى حبيبتي... وعمادْ لأنّهُ يلعبُ أحياناً دورَ الماءْ.
تعالي حبيبتي نفكّر..
ماذا لو أنّ الطاغيةَ لم يكن كذلك؟ لو لم يكن مجرماً، لو أنهُ كانَ عادلاً..
لو أنّ الكهّانَ والأمراءَ لم ينسوا طريقَ بيتِنا حينَ قلنا: نريدُ الحياةْ
لو أنّ جارَنا لم يمرّ أمامَنا دونَ رميِ السلامِ لأنّهُ خشيَ المخبرْ
لو أنّ النساءَ العاهراتِ لم يشتمنَ شقيقتي
لو أنّ القوّادَ لم يقل أنني سيءُ الصيتْ
ماذا يا حبيبتي لو أنّ أستاذي الذي أحببتُ عانقني كما كانَ يفعلُ حينَ كنتُ في الصفّ التاسعْ..
لو أنّ رجلَ الأمنِ لم يسكب على ظهري المدمى الكحولَ ويطلب مني ألا أصرخ،
لو أنّهُ لم يبصق في فمي كما كانت تفعلُ جدتي مع القطةِ الوليدةِ كي تكسبَ ولاءها أبداً..
لو أنّ صديقَ صديقي لم يبعهُ في أولِ صفقةٍ حينَ تعلّمَ صارَ تاجراً.. لو أنهُ كانَ صديقاً فقط!
لو أنّ الضابطَ لم يسأل صديقتي في المطار وهي عائدة إلى بلدِها: لماذا جئتِ، ما هو غرض الزيارة؟!!
ماذا يا حبيبتي لو أنّ سندويشة الشاورما لم تكن مكافأةً على العلامةِ الكاملة في مذاكرةِ الحساب..
لو أنّنا لم نُلم ونضرب حينَ أخذنا أكثرَ من حبةِ سكاكرٍ واحدة في الزياراتْ،
لو أنّ القصيدةَ التي كتبتُها لكِ لم تنزعيها عن حائط غرفتِكِ حينَ دخلَ سوايَ إليها..
تعالي يا حبيبتي
ثمّةَ متسعٌ من الوقتِ لأشرحَ لكِ كيفَ أفهمُ الوطن،
لم أقرأ كثيراً عن جوليا دومنا وزنوبيا وعمريت وآرام، لم أعرفهم،
لكنني عرفتُ صديقي الذي سافرَ منذُ زمنٍ تاركاً آلاتِهِ الموسيقية، ليرسلَ لنا بعدَ أشهرٍ صورهُ أمامَ مبنى أطول من الأحلام مخصص لبيع الهوت دوغ، ثمّ في أولِ زيارةٍ كانَ يدخّنُ البايب ويتحدّثُ بطلاقةٍ عن باخ..
أقولُ لصديقي: وطني بالنسبةِ لي فعل انتقام،
لو أنّ كلّ هذا لم يحدث يا حبيبتي كنتُ سأكلّمكِ يومياً، ستحدثيني عن مشاريعِكِ، وعن طعامكِ اليوميّ، وعن القذائفِ التي لم تصب بيتاً حلمنا بهِ معاً، وأصابت طفلاً في حارةٍ مجاورة، وكنتُ سأقنعكِ بأن تأتي إليّ.. فننسى الوطنْ
لكن مع حدوثِ كلّ هذا، فأنا سأعودُ يا حبيبتي، سأعودُ لأنّ الوطنَ بالنسبةِ لي فعل انتقام...
سأعودُ لأنتقمَ من كلّ شيء دونَ ندمْ.
08-أيار-2021
19-حزيران-2013 | |
19-شباط-2013 | |
06-كانون الأول-2012 | |
29-تشرين الثاني-2012 | |
22-تشرين الثاني-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |