نون النّسوة....
خاص ألف
2012-11-22
وشوم
منذُ تلكَ التفاحة، حتى آخرِ اعتقال..
يُموّه التاريخ، وتموّهُ الفلسفة، هكذا يُصبحُ كل ما تفعلُهُ خطيئة..
لم يدُرِك البشر حينَها أن لها الفضل في الخروجِ من عباءةِ المستبدّ الدائمِ، عندما حاولت إقناعنا (نحنُ معشر الاستكانة) بأنّنا لا بدّ أن ننتفضْ.. لا بدّ أن يكونَ القرار لنا، لا بدّ أن تُفرضَ إرادتُنا..
حينَها اعتُبرت دافعَ الخطأ، اعتُبرتْ داهية. واليوم أيضاً، الفروقُ طفيفةٌ جداً، فالمستبدّ ذاتُه ولكنّ لهُ ممثلونَ على الأرض، التمويه ذاتُه، التهديد ذاتُه، والاتهامات ذاتُها مع الحفاظ على خصوصية الفارق بينَ أن يكونَ الماءُ والطين هما مصدر كل شيء، وبين تحوّلاتِ الطاقة وأنظمة الحوسبة التي باتَ المستبدّ يستخدمها، الهراوةُ ذاتُها لكنّ اختراع الكهرباء جعلَ تطوّرها ضروري، فأصبحت كهربائية هي الأخرى. الفروقُ طفيفة صدقني، كانت تُتّهمُ بالخديعة والمكر والثعبانية، واليوم تتّهمُ: بالعهر..!
***
حتّى اللحظة لم يُحاول أحدهم التوقف عند المفرداتِ التي راح ضحيّةً لتحقيقها آلاف وملايين البشر، ليست مصادفة أن تكونَ هذه المفرداتُ مؤنّثة:
الحرية
العدالة
المساواة
الثورة
الديمقراطية
الكرامة..................إلخ
ليس اعتباطاً وردت كلّ هذه المفردات مؤنّثة، كيفَ يُمكنُ فهمُ كلّ ما يجري دونَ إدراكٍ عميقٍ لأولِ ثورة عرفها الإنسان في التاريخ، ثورةٌ أخذت حصّتها من كل المخطوطات السماويّةِ والأرضية، ولكنها لم تأخذ حقّها، كيف يُمكنُ أن تمرَّ مفرداتٌ كالتي مرّت دون التوقّفِ والتمعّنِ في معجم تأنيثِ القيمة؟!
***
هنا..
ترتمي اللغةُ على أثوابِهنَ، يرقّصنَ أجسادهنّ على أرواحهنّ،
يحملنَ عنا عبء حملِنا، نحنُ أثقل حتى من أن نحمل أنفسنا
هنا يذرعنَ المسافة للسماءِ حاملاتٍ أجنّةً تحيا طولَ هذه الأرضِ وعرضها، يفترشنَ الغواية - غواياتهنّ ثورة – ويقلنَ للأرضِ استعدّي للعلوّ فإنا نحنُ من يحملُ عنكِ كلّ هذه الأثقال...
هنا يواجهنَ التاريخ بالحاضر، يحفرنَ السّماءَ بإبرةِ تثقبها أوجاعهنّ المكتومة، وضرائب أجسادهنّ الضوئية.
يُلقينَ المراثي جانباً، يبكين بصمتٍ وينطلقنَ لتلوين الأرصفة، الكائنات الهابطة من السّماء، اللواتي لم يرينَ مصدرَهنّ ومنبتهنّ إلا من خلالِ ماءِ البحيراتِ التي يُعبّئنَ منها جرارهنّ ليغسلننا وأثوابنا البالية المتسخة.
السّماء أيضاً مؤنّثة، كل ما من شأنِهِ اتّساعٌ كانت لهنّ فيهِ حصّة،
أبتِ الأنثى أن تتركَ مهمّتها الأزلية، فصرختْ.. وانتُهكت، وظلّت تصرخُ حتّى يختلّ المتعارفُ في الصوت، صوتُها أعطى أبعاداً أخرى للجوقة..
صوتُ الأنثى في الثورةِ آلة نفخية تشي باقترابِ إسكاتِ الطبول/
الأنثى ودون خللٍ واحدٍ في النّصّ التاريخيّ خرجت للميادينِ، دونَ خللٍ حتى في بنيتِها البيولوجية، ظلّت تفي بمواعيدها..
الأنثى علامة غريبة في معجمِ توثيقِ الله..
الأنثى ثورةٌ شتيمتُها تُعادلُ مديحَ القاتلْ، وموتَ التفاحِ على شجرهْ.
***
08-أيار-2021
19-حزيران-2013 | |
19-شباط-2013 | |
06-كانون الأول-2012 | |
29-تشرين الثاني-2012 | |
22-تشرين الثاني-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |