في زمن ما. كان الحبّ هو القائد

يصول ويجول بين قلوبنا. يسكرنا نسيمه

تنحى عن منصبه دون سابق إنذار

وقعنا في حيرة . لا نعرف من يقودنا

يقود العالم اليوم : عينان تطلان من جحر ذئب

يرغب في الاستمرار كبديل

شروطه واضحة: طريق معمّدة بالدّم

بالحقد

بالضغينة

ينطوي تحت لوائه تجّار

وأحبار

رجال فضيلة، وأشرار

تختلط أصواتهم، فلا نعرف من يحدّثنا عن السّلم، والذي يحرقنا بالنّار

الحبّ جاثٍ على ركبتيه يتوسّل لإله الشّر

أن يمنحه فرصة أخرى

يضع الإلّه قدمه على رقبته

يكسرها بصمت

ويرفض أن يلفظ أنفاسه الأخيرة

يتّجه إليّ ، ورأسه ملويّ

أمنحه من قلبي بعض الدفء

وأحوّله إلى عيادة طبيّة

فيها من قلب كل محبّ جراح

ومن درب كل عاشق وردة

هو الآن في غرفة الإنعاش

أشعل شمعة من أجله

أصلّي في محرابه

حبيبي! عد كما كنت ملفّحاً بكلّ حكايا العشق

انثرها أمام فضاءاتي النّرجسية

ضمّني بشهوة عاشق أضاع حبيبته في ليلة غدر

سأعتذر عن كل أخطائي وخطاياي أمامك

لكن إيّاك أن تعود وحيداً

انتظر حتى صحوة الحبّ

اجلبه معك

حوّله إلى طفل

اجلب معه طعامه كي ينمو تحت رعايتي

أزوّجه وينجب الكثير من الأطفال

أنثر في كل بقعة من العالم طفلاً وطفلة

يكبرون. يتزاوجون

يغنون للحياة

يقتلون إله الشّر

حبيبي. لا تشكو لي الظّلم

لا تئن

تعال إليّ بعنفوانك

بقوّتك

بكل جبروتك

مكلّلاً بالنّصر، تجرّ وراءك أذيال الحبّ

تغمرني نسمات قادمة من الأمل

أرتمي في حضن الزمان

تغني لي أغنية أحبّها قبل أن أغفو

أنت تعرفها

قل: كنتِ أجمل امرأة أحببتها

ردّدها إلى اللحظة الأخيرة

انصرف بعد أن أغمض عينيّ

أكون قد ارتويت بالحبّ

أعيده إلى الأزمنة ثم أغادر

ويبقى لي طعم بين خفاياه

أعيش إلى الأبد فيه ويعيش فيّ