الزّلزلة
خاص ألف
2015-10-05
كنت في زمن ما، كنت في مكان ما.
حاولت أن أقلّد الذين يكتبون عن حبّ دمشق، وعن الياسمين.
لا أعرف ياسمين دمشق. الأماكن التي كنت أزورها عشوائية لا يزورها الياسمين.
ياسمينة واحدة لا تقبل أن تفارق ذاكرتي هي وصديقتها العسليّة وشجرة النّارنج التي احتضنتهما.
حديقة منزلي المتواضع كانت من صنع يدي. كنت أسقيها ودموعي تشارك الماء. لن أراها ثانيّة، ولا أريد أن أراها. . .
تلك الزّلزلة التي تهزّ البيوت المنكوبة، والتي تجعل النّاس يمشون على غير هدى هي التي سكنتني قبل عشرة أعوام. مشيت من قرب الدّار بصمت لا أرغب في الوداع. شعرت بالعاصفة تهزّني، أمشي كمن أصيب بدوّار. شعرت بالذّل يومها. اعتقدت أنّني وحيدة في ذلك الدّمار. نظرت إلى العصافير تلتقط طعامها. أدرت ظهري ومشيت. لم أنظر إلى الخلف، ولا أرغب أن أنظر الآن. . .
البعض يداهمهم الحبّ. يضعونه في الميزان، وينسفون قوانين الحياة.
في دمشق، وفي حلب، وفي كلّ الأماكن التي أحببتها. شكوت الوحدة. كنت رفيقة نفسي في السّراء والضراء.
عندما ضربت رأسي في أربع جدران كنت وحيدة.
نسيت لغة الكلام.
أتحدّث عمّا كان، ولن أصدّق إلا هذا.
قد يكون في دمشق ياسمين ليس لنا، وقد يكون في الرّبوة مطعم أبو شفيق المخصص للشعراء الذين يتناولون طعامهم على حساب غيرهم في النّهار، ويسهرون مع مسؤول في المساء.
ليس في بلادي شعراء ولا كتّاب.
هل الكتابة عن ياسمين دمشق تكفي بما أنّه ليس لنا.
كتب بعضهم ألفاظا ترضيكم.
كنت أرغب أن يكتبوا عنّي. تلك الصّبيّة التي تسير في غابة من الأحلام. كنا في الغابة شباباً. لكن الغابة اختفت، وكبرنا بينما تردّدون ما قاله نزار.
تلك الزلزلة التي ترتجف منها البيوت ويرقص البشر مثقوبين في وضح النّهار أنتم من صنعها.
عندما كنت أسير في غابة الأحلام مع الشباب. كنتم جالسون في مقاه تتحدّث عن الياسمين، ضعنا نحن واختفت الغابة.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |