أنا و أنت عاقلان، نفضل أن نترك العراك للآخرين، نحن الأذكى كما تعلم، و أيا كان المنتصر سنجد لنا مكانا معه، تعال إلى الشرفة، هكذا نرى الميدان أفضل. الحشدان متقابلان يفصلهما الشارع الذي توقف عنه تدفق السيارات ويكاد الهواء فيه أن يكون مضغوطا بفعل دفع كل حشد بعدائية تجاه الآخر، هناك حشد كبير تكتظ به الحديقة، يغلب عليه اللون الأبيض و يدوي صوته كقطار ، بينما الحشد الآخر أقل عددا، و يظهر خليطا من الألوان و الأصوات و يبدو راغبا عن الدخول في معركة، إلا شابة منه أخذت تتقدم بثبات نحو الحشد الكبير. تشرب بيرة?.. حسن لا تنظر لي بغضب هكذا، أشرب و حدي، في صحتنا.. ما هذا الذي تحمله في يدك? نظارة مكبرة! تحب أن ترى التفاصيل إذن، انظر إلى تلك المرأة التي تتقدم نحو الرجال بلا تردد، تتجه مباشرة إلى أضخمهم، هل تسعى إلى حتفها? إنها تقفز عليه و تعانقه!! أعطني هذه النظارة.. تعلقت الفتاة برقبة الرجل الضخم بكل قوتها و أخذت تقبله في فمه، وتدفع لسانها بين شفتيه بعنف، أسقطها أرضا، بيده يمسح فمه و لحيته، يلتقط سيفا و يرفعه عاليا فوق رأسها بكلتي يديه حتى انحسرت جلابيته القصيرة عن ركبتين غليظتين واجهتا عيني الفتاة المستندة على الأرض، لكنه يتوقف و ينظر إليها كالمسحور لثوان، ثم يلقي السيف جانبا، يشهق نفسا عميقا ثم يهتف: حرية.. لحظات ذهول تأخذ الجميع إلا الفتاة التي ظهر الحماس على وجهها وقفزت تقبل واحدا آخر، ثم آخرا. حسن، لقد تغير الموقف بطريقة لم نتوقعها، لكن لا تقلق يا عزيزي، مازلنا مناسبين للمرحلة الجديدة.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...