بنتُ اللئيمة، تَعدُ بكل شيء ولا تعطي شيئا.. سلمتْ عليّ، يدها بيضاء طرية، بأصابع تحدت الكبت فاستطالت وتتوجت بأظافر وردية ذات أهلّة بيضٍ عند منابتها، قالت : اعمل كده:( أخرجت لسانها ومرت به على شفتيها ثم أدخلتهما بين أسنانها و ضغطتهما فخرجتا حمراوين كالفراولة)، شفايفك بيضا انت عندك أنيميا ولا إيه؟ أخرجتُ لساني و لعقتُ بعنف شفتيها (في خيالي)، ثم قلتُ: أنا عندي كل أنواع الأنيميا. أنتظرها أمام السينما منذ ساعة، متشبثا ببقية ذكورتي أمامها أقاوم الاتصال بها، أتسلى بأخذ الشارع تمشية من عند الممر وحتى الكوبري الصغير، أراقب شابا مرتديا ديكيّته للمتأبطة ذراعه، حاولت أن ألمح أظافرها فلم أستطع، أراقب البنات، أردافهن، أثداءهن، شفاههن، عيونهن، أصابعهن، أظافرهن، فينتصب لدي شعور بالحزن. أتمنى أن يأتي عصر النساء، ربما حينها وقفت هنا واحترفت البغاء، سأكون إغراءا من الدرجة الثالثة، بين القبح و العار إذن سأجد الحرية و المتعة، وربما عندما يكون الرجال هم البغايا يتوقف العار عن اتخاذ البغاء عائلا. على المقعد الحجري تحت الشجرة يجلس رجل نحيل جدا، يتطلع إليّ كأنه ينتظرني، يناديني باسمي، يقول أنه المؤلف، يخرج أوراقا وقلما، يقول أنه قادر على إسعادي مثلا أن يجعلها تأتي في الموعد، تحبني، يجعلني أقل أنيميا،أكثر شبعا. دون أن أرد أستدير وأمشي مبتعدا عدة خطوات، قلق جعلني ألتفت، أراه قد وضع ساقا على ساق يكتب شيئا في الأوراق، أعتدل و أشرع في الابتعاد بسرعة أكبر لكني أسقط أرضا كالحجر، أنظر خلفي فزعا، مازال جالسا يكتب في هدوء، وعندما أحاول الوقوف أكتشف أني بلا ساقين، لا دماء ولا ألم لكني بلا ساقين. جلدا على عظم يقف كلب على الرصيف المقابل ينظر لي، و يتابع توافد السيارات في الشارع بيننا، كأنه يتحين فرصة للعبور.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...