هواجس آخر الليل
خاص ألف
2013-10-21
عندما يعاديك الليل، ويصفعك. تتقلب على فراشك غير عابئ به ، وتحت إصراره تنتفض غاضباً:
ها قد استيقظت. ماذا تريد مني أكثر؟
في زوايا الليل يجلس رجال ثملون يثرثرون بكلّ المفردات التي تعلموها في الحياة.يختلفون حول لا شيء، وبين الفينة والأخرى يحاولون إسكات امرأة أسندت رأسها إلى جدار الليل. ينكلون بها فتخرج إلى النهاروهي تندب حظها مع الرجال.هذه المرأة هي أنا. أسند رأسي إلى جدار الظّلام علّني أسمع صوت البشر القادمين إلى النّور، حيث تستيقظ الخليقة كي تتمتّع بيوم آخر سعيد.
أتيت إليهم متوسّلة أن لايثملوا في تلك الليلة، كنت أرغب أن أكتب عن الذكورة الممتلئة بالحبّ، فأنا في النّهاية أنثى ترغب أن يتوصل رجل ما في العالم إلى فهم عذاباتها.
جلست قرب أحدهم . عودتني أمي أن أكون على الدوام في حماية رجل،فجلست قربه، وبينما كان يحتسي آخر رشفة من كأسه. أخذتني إغفاءة قصيرة. لا أعرف كيف انتقلت لأسند رأسي إلى جدار الليل بدلاً من أن أسنده إلى كتف صديقي الذي جلست قربه، لكم يهيأ لي أنّه لكمني بكوعه في الخفاء، فهربت!
في آخر ذلك الليل. ازدادت هواجسي. كنت أبحث عن مكان يحتوي ألمي. أتحدث فيه عن كل ما يجول بخاطري،ضقت ذرعاً بالصمت، فهاهي الليلة الأربعين تمضي، وأنا أستمع لأربعين رجلاً موزعين عي زوايا الليل، وكلّ رجل تحدّث لي لآربعين ليلة، ووعدني أن يبدأ حديثه الجديّ في الليلة القادمة.
أرغب أن أتحدّث لأحد ما. إلى رجل يقول لي: أعدك أن تكوني بخير، وكلّما فتحت فمي أريد البوح له ظنّاً مني بأنّه صمتَ ليعطيني دوراً أتحدّث به عن نفسي. أفتح فمي لأبدأ حديثي الذي سأستهلّه بكلمات رقيقة أمتدحه بها كي يسمع بعضاً مما في جعبتي من الكلام التّافه الذي أسميه " معاناة"، لكنّه يفوز عليّ ويستأنف حديثه المكرّر، ويبقى فمي مفتوحاً إلى إشعار آخر!
أشتاق إلى شرب فنجان قهوة مع صديقتي" الثرثارة" على شرفة بيتي، حيث تنقل تحرّكات نساء ورجال الحيّ. هي دائمة اليقظة. لا تسمح لنفسها أن تثمل، لذا كانت تترك لي مساحة للكلام، وتهزّ رأسها مؤيدة لما أقول، وكأنّها تعلّمت فن الحديث في أكاديميات حديثة, لا تقاطع. تثبت نظرها في نظرك عندما تحّدثها. تتعاطف معك. مادام الأمر كذلك فلتثرثر، وتترك لي فرصة ما أعبّر بها عن ذاتي.
قد يقول أحدهم: هذا تحيّز للنساء. أقسم أن الأمر ليس كذلك، فأنا أنحاز للجنس الآخر، فقط عليهم أن لا يتوزعوا في زوايا الليل ثملين. يكرّرون فشلهم، ويندبون حظّهم
يرغبوت في أنثى تنوء بعبئهم. يفرضون عليها عظمتهم.فالمرأة تعرف بغريزتها
الرّجل الحقيقي. إن كات هي أنثى حقيقيّة. . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |