وجوه مرصوصة كأعواد الثقاب
كالحة كغيوم الشتاء
فتحوا العيون على واقع أليم
وكأن غبش الليل لن ينتهي
رائحة الشواء القذرة والهذيانات المقيتة لا تفارق الأمكنة
تحول العالم الكبير إلى كومة من خراب
لا مكان للأحلام، للصور الجميلة
فأسراب الغربان غطت السماء
لا مكان للموسيقا
فنعيقها بدد كل صدى
أذرع الإسمنت القاسية لم تستطع الاحتفاظ بالقلوب الطرية
وعربات الغيم التي تجرها النسور لم تستطع أن تقيهم لهيب الغضب
الرصاصات الفارغة أصبحت سماداً لآلامهم وآهاتهم
الصور الدميمة تكومت كبرك قيء
الأنفاس الكريهة هدت أزقة النسيان
سفن الحقيقة عبرت بحر الرمال الضحلة
غاصت لترقد في صومعة المومسات
حفلات البكاء الهيستيرية نفسها لا تتغير
نهر الجنون الوردي وصراخ الحياة المكبلة
أثارني لأخرج من قوقعتي القميئة وأطارد البغايا
وأتسول كغجري روماني وبيدي القيثارة المدماة
ألتقط أعقاب السجائر المرمية
أتسلى بالعزف على أوتار الحمق
أطارد القطط والثعابين
أقضم أصابعي المبتورة منذ زمن
أركض كثور هائج
أو كجمل منتشٍ
أقطف كل أزهار الحدائق
أبعثرها.. أقضمها بيدي
أطارد الريح والغبار
أسوقهما إلى الصحارى لأربطهما ككبشي فداء
لأتفرغ بعدها للتعري في دور الأوبرا وصالات المسرح
وأحطم أوابد الجحيم وأتطهر بعدها ببول المومسات