فيلم إيلي.. براعة تصوير سوداوية العالم
خاص ألف
2014-02-20
يعيش بطل فيلم (أمات إيسكالانتي) في عالم مليء بالظلام والسوداوية، ويحيط به اليأس من كل مكان، في عالم تجتاحه القسوة من كل شيء، ضمن مكان منعزل في إحدى البلدات المكسيكية (شبه المقفرة)، حيث الغبار والعنف وجرائم القتل. يعيش (إيلي) وهو شاب عشريني مع زوجته وطفله الرضيع ووالده وشقيقته (12 عاماً).
يبدأ الفيلم بمشهد داخل سيارة صغيرة (بيك آب)، شخصان مربوطان، مرميان على أرضية السيارة، والدم يغطي أرضية السيارة، تتحرك الكاميرا وترتجف، حيث يُشعر المخرج إيسكالانتي المشاهد بأنه يقف خلف آلة التصوير أو يجلس مع الأشخاص الموجودين داخل السيارة.
تقف السيارة في مدخل بلدة، ويقومون بحمل الشخصين فوق جسر المشاة، يرمون أحدهما ليتدلى بحبل من عنقه ويتركون المكان وكأن شيئاً لم يكن. وفي المشهد الذي يليه، يستعين المخرج بميزة (فلاش باك)، أي يعيد المشاهد إلى تاريخ سابق، وهنا مشهد مخالف لما قبله، حيث نجد الشاب إيلي يقبّل زوجته في مشهد رومانسي صرف.
يعمل إيلي في أحد مصانع تجميع السيارات، تسير حياته بشكل روتيني، أي حياة طبيعية لشاب متزوج ولديه أسرة صغيرة، وخاصة أنه يعيش في بلدة صغيرة.
تقع شقيقته إستيلا في حب أحد الشبان بيتو الذي يعمل متدرباً في سلك، وهو شخص مغفل يتعرض للكثير من الإهانة من رؤسائه، ليعلم المشاهد مدى حمقه ومرضه عندما يتعلق بفتاة صغيرة قاصر هدفه الأهم علاقة جنسية محضة، يقرران الفرار من تلك البلدة وتأمين نقود هذه المغامرة، ويُقدم على إخفاء طردين من المخدرات التي عملت الحكومة الفيدرالية على إتلافها، يخبئها بيتو في خزان الماء الموجود على سطح منزل ستيلا، لأن إيلي يجدهما على السطح عندما يأتي ذات ليلة من عمله، ويكتشف إيلي المخدرات في اليوم التالي عندما تنقطع المياه فجأة، وحين يفتح خزان المياه يجد داخله كيساً أسود، وأثناء فتحه يتيقن أن محتواها مخدرات، يأخذ الكيس بعيداً ويقوم بإتلافها داخل بركة مياه. في هذه اللحظة بالتحديد يتغير كل شيء في حياته وحياة أسرته البسيطة.
تقوم مجموعة من الرجال يرتدون ملابس القوات الخاصة باقتحام منزل بيتو ويقتلون والده الذي يحاول الدفاع عن نفسه ويضربون إيلي على رأسه ويحطمون كل محتويات المنزل بحثاً عن المخدرات، يدخل أحد الرجال الغرفة التي حجز فيها إيلي شقيقته ويقتل كلبها الصغير بطريقة بشعة حيث يكسر رقبته ويرميه على السرير، يأخذون إيلي مع شقيقته ويرمون جثة والده على الطريق ويغادرون، تعود زوجة (إيلي) في المساء إلى منزلها لتجد الباب مفتوحاً وكل شيء محطم في المكان والدم يغطي الأرض.
أما المشهد الذي يُظهر فظاعة عالم المافيا وتجار المخدرات فهو مشهد التعذيب الذي يتعرض له بيتو وإيلي بوجود مجموعة من الأطفال الصغار الذين جندتهم تلك العصابات، هؤلاء يقومون بتعليق بيتو ثم يقوم أكبرهم بضربه بعصا كريكيت على جسده، حيث يركز المخرج في القسم الأكبر من المشهد على ملامح الأطفال ومدى تأثرهم بما يجري.
من الملاحظ أن القسم الأكبر منهم لم يعد يتأثر بهكذا مشاهد قاسية (أحدهم يشرب الكحول وآخر يتعاطى الحشيش"، حتى إن أحد الأطفال ينهض بعد أن يُطلب منه ذلك، ويضرب بيتو بالعصا لينهض آخر ويعرّيه بالكامل وإشعال النار في عضوه الذكري بعد أن رشه بالكحول.
بعدها يعود بنا إيسكالانتي إلى مشهد البداية حيث شنق بيتو، يعود إيلي إلى منزله حافي القدمين مترنحاً من التعب، تحتضنه زوجته عندما تراه ربما لأنها كانت قد فقدت الأمل في عودته وخاصة بعد أن وجدت المنزل محطماً والدم في كل مكان، يذهب إيلي مع الشرطة التي تساعده في العثور على جثة والده، ليستخدم المخرج هنا لقطة بعيدة، ربما ليصور قسوة البيئة التي تعيش فيها شخصيات فيلمه، أو ليجعل المشاهد في موقف المراقب لما يحدث.
يُصاب إيلي بصدمة نفسية قاسية تشعره بالعجز الجنسي، ما يجعله يتصرف بقسوة مع زوجته، كما أنه يتعرض للكثير من الضغط في عمله، حيث لم يعد يستطيع السيطرة على الآلة التي يعمل عليها.
تعود إستيلا إلى المنزل في حالة صعبة، يعتني بها شقيقها وزوجته سابرينا، ترسم إستيلا خريطة للمكان الذي كانت محتجزة فيه، ليتوجه إيلي إلى المكان ويطارد شخصاً في المكان ليخنقه في النهاية.. ويُظهر المشهد الأخير من الفيلم أن حادثة قتل ذلك الرجل كانت السبب في فك عقدة إيلي الجنسية فنراه يمارس حياته الطبيعية مع زوجته وفي الصالون تنام أستيلا على الكنبة مع ابن شقيقها الرضيع والهواء الصيفي يداعب الستائر.
لم يستعن المخرج أمات إيسكالانتي بأية مؤثرات صوتية أو موسيقا تصويرية، ربما لأن الفيلم بشكل عام ليس بحاجة لأي موسيقا حتى توصل ما أراد المخرج إيصاله للمشاهد.
أدى أدوار البطولة أرماندو إسبيتا (إيلي)، وأندريا فيرغارا (إستيلا)، وليندا غونزاليس (سابرينا)، وخوان إدواردو بالاسيوس (بيتو)، وكتب سيناريو الفيلم أمات إيسكالانتي وغابريل رييس، وحصل على العديد من الجوائز، كأفضل إخراج في مهرجان كان 2013، وجائزة المسابقة الدولية في مهرجان جائزة الضفدع الفضي السينما الجديدة لأفضل تصوير سينمائي للورينزو هاجيرمان في المهرجان الدولي للفنون والسينما، وجائزة لجنة التحكيم كأفضل فيلم في مهرجان ليما، وجائزة في مهرجان فيلم ميونخ.
يُشار إلى أن المخرج أمات إيسكالانتي ولد في 28 فبراير 1979 بمدينة برشلونة الإسبانية، وأمضى معظم حياته في مدينة مكسيكية صغيرة (غواناخواتو)، وعاد إلى إسبانيا لدراسة التحرير والصوت، وبعد إتمام دراسته توجه إلى كوبا ليدرس في المدرسة الدولية للفيلم والتلفزيون الإخراج الوثائقي، وفي 2003 مُنح جائزة في مهرجان برلين للأفلام عن فيلمه القصير (الراسية)، وله العديد من الأفلام : (الراسية) 2002، و(دم) 2005، و(الأنذال) 2008، و(الثورة) 2010.
محمد السبيعي
2014-02-20
قصة الفيلم جعلت شعر يدي يقف فقط من مجرد قرائتي لفكرتهاهو يترجم واقعا مشابها لما نعيشه في وطننا العربي من غياب للعادلة وحقوق الأنسان ,,,,,,
08-أيار-2021
20-شباط-2014 | |
30-كانون الثاني-2014 | |
16-كانون الثاني-2014 | |
06-كانون الثاني-2014 | |
28-تشرين الثاني-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |