اه يا لساني الجميل، لا تكترث
أمير تيتان
خاص ألف
2013-11-19
قبل قليل، نبت لسان طويل الى جانب لساني، الى جانب لساني بالضبط على حافة طاحونة العقل في الجهة اليمين تماماً.
نخر خدّي وتدلى الى الأسفل. تدلى الى الأسفل كلحاء شجرة.
تعلم حروف وأسرار اللغة العربية كلها.
وتعلم المجاز والبلاغة والبذاءة والشتائم والحقائق، تعلمها كلها دفعة واحدة، وبلا أدنى تدخل مني.
شتّم الرجال، وغازل النساء كلهن؛ السمينات والطويلات والمستديرات كالقنافذ والقصيرات كالفقمات.
غازلهن جميعاً وخطف قلوبهن، في ظرف نصف ساعة فقط.
كيف استطعت فعل ذلك يا لساني الجميل؟
وما ان هم بالاجابة، حتى تجمعت علينا كل دوريات الشرطة والمطافي والحرس الجمهوري والملكي وجند الخليفة الفاضل وفرسان الليل والنهار والصباح والمساء، تجمعوا كلهم امامنا.
اه يا لساني الجميل، لا تكترث بهم، كيف فعلت كل ذلك في ظرف نصف ساعة فقط؟
انكمش اللسان من الخوف.
انكمش حتى فقد القدرة على الحديث.
ساحت قدرته الخارقة في الشارع كإناء ماء مدلوق يتجنبه المارة.
وفقد القدرة كلها على الغزل والشتم والقدح والذم والسحر.
لكنه، أصبح بارعاً، وبارعاً جداً بالنقر على لوحة المفاتيح بهدوء واسترخاء.
في وحدته، يكتب النصوص ويكتب الشعر الحر والحداثي والعامودي، ويقرأ لسارتر وفوكو وساراماغو والأخطل الصغير، ويشتم محمود درويش كلما توارى عن انظار العامة.