الفرار من الموت إلى الموت
خاص ألف
2013-12-30
قصة"شاب من دوما"
الحريّة حلم نبحث عنه ، إن أغلب الشّعب العربي يعتقد أنّها ذلك الرّغيف الذي يلمع كالسّراب ، ونجري خلفه دون أن نطاله. أتحدّث عن شاب سوريّ حلم بالحريّة،خرج مع الشّباب السّوري في مظاهرات من أجلها، وعند أوّل صرخة. كان مصيره السّجن من قبل ثلاثة فروع أمنيّة، خلال أعوام الثورة الثلاث. استشهد الكثير من أصدقائه، عرف أنّ اللعبّة أكبرمن أحلامه. أختار طريق الحياة، الموت ليس خياراً جيداً، لكن كيف يعيش في سوريّة وفي دوما على وجه التّحديد؟
المغامرة، الفرار، الحلم بحياة أفضل، وهواجس أخرى دفعته إلى الهرب إلى لبنان، ثمّ إلى مصر، استمرّت رحلة البحث عن الذّات لمدة عام وشهر، وصل بعدها إلى السّويد.
بدأ" الدوماني الشّاب" رحلة البحث عن عمل، نصحه السماسرة بالذهاب إلى ليبيا، وما أكثر السّماسرة السّوريين من الموالاة ، والمعارضة!
وصل عن طريق سمسار سوري إلى يد مهربين مصريين هم" أولاد علي"، تم الاتفّاق معهم على ألف دولار لكلّ شخص من أجل الوصول إلى مدينة طرابلس الليبية،لم يفوا بوعدهم، فهم في النهاية يعملون بتجارة البشر!
بعد الوصول إلى الحدود الليبيّة، قاد السّائق السّيارة ،وبعد سيرها بقليل تم تهديد " الدوماني" بالمسدس، وتم إنزاله بالقوة بعد أن استلموا الألف دولار
يقول الدّوماني:
"عندما تركتني السيارة. مشيت ساعة ونصف ، وجدت محطة بترول. بتّ عند صاحبها ليلة ، وأرسلني مع مجموعة أشخاص إلى بنغازي، وبعدها ذهبت إلى طرابلس، بحثت عن عمل، عملت لمدة عام كنت أحلم خلالها بالسّفر إلى البلاد التي تؤمن بالحريّة. أتى إليّ سمسار سوري" ثوري" أقنعني بالذهاب إلى مهرب يقلّني إلى إيطاليا، ذهبنا إلى المهرب، وبعدها إلى مدينة "زوارا" الليبية أقرب مدينة إلى إيطاليا،بعد يومين ذهبنا إلى الشّاطئ، وكنا مئتي شخصاً
بتنا جميعاً في غرفة مساحتها حوالي ستّة عشر متراً مربّعاً لمدّة يوم واحد، وفي اليوم التّالي نقلنا إلى زوارق مطاطيّة ، ثمّ إلى زورق طوله ثمانية عشر متراً، كنّا ثلاثمئة وخمس وثلاثين شخصاً حشرنا فوق بعضنا البعض. تعطل الزورق بعد ساعتين ،لم يقبل السائق العودة بنا خوفا من أن يقتله المهرب، أفرغنا الماء بأيدينا،وبعد يوم ونيّف وصلنا الحدود الإيطاليّة، أنقذنا خفر السواحل، وتمّ نقلنا إلى جزيرة سيسيليا،لم يرغمونا على البصمة، ذهبنا إلى ميلانو، وبتنا في إحدى أماكن الجمعيات الخيرية، غادرنا بعدها إلى سويسرا، أمسك بنا البوليس السويسري، وأعادنا إلى ميلانو.
كرّرنا التّجربة، لكن إلى فرنسا في هذه المرة، أمسك بنا البوليس في فرنسا. سجننا، ثم أطلق سراحنا في جبال الألب. عدنا إلى ميلانو على حسابنا.
أتى إلينا سمسار عراقي، عرض علينا الذهاب إلى بلجيكا، ثمّ هولندا مقابل 700 يورو للشخص، حجز لنا بطاقات سفرتبين لنا أنّها غير مدفوعة الثّمن عندما خالفتنا الشرطة البلجيكية، ولم نجد أحد بانتظارنا في بلجيكا كما وعد المهرب. كل الهواتف أغلقت، ولا يرد علينا أحد حتى هذه اللحظة" عملية نصب"
التقينا في بلجيكا بشخص سوري حجز لنا إلى ألمانيا" هامبورغ" بتنا في الشّارع ليلة إلى أن يحين موعد القطار، أمسك بنا البوليس في المحطة، وبقيت في السجن ثلاثة أيام. تناوب فيها على ضربي أربعة عناصر من الشرطة من أجل التبصيم، ولم أبصم. أخذوا كلّ أوراقي الشخصية، وقادوني إلى مخيم اللجوء، هربت ، ذهبت إلى الجامعُ، حجزت بالحافلة، ووصلت إلى السويد بعد شهر من بدء الرحلة"
هذه قصة حقيقية لشاب سوري كان يبحث عن الحريّة في وطنه، فأهين في كلّ بلاد العالم، خدعه السّماسرة مقابل عمولتهم، وهدّده مهربو البشر، وصل مرهقاً
في داخله جرح قد لا يندمل، وخوف على أحبته في سوريّة، وصل إلى بلاد الحريّة، لكنها لا يبوح باسمه للصّحافة، فلا يزال الخوف يسكنه. . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |