تقاطعات المصالح المالّية هو من يصنع الموالاة السياسيّة، والمعارضة السياسيّة، فجزء من الموالين. اكتشفوا اللعبّة التي كانوا حطباً لها. مثلهم مثل الجزء المؤمن بالثّورة من المعارضين، حيث كانوا حطباً لشعارات، وتجمعات برّاقة.

يهيّأ لي أنّ القسم الأكبر من الشّعب السّوري خارج الدّائرة.

السّلطة، والمعارضة السّياسيّة بينهما أكثر من مصلحه، جميع المصالح ماليّة، والسّعي من أجل السّلطة هو السّعي من أجل المال،انتهى زمن الانقلابات العسكريّة الصريحة. ففي مصر مثلاً تمّ الانقلاب العسكري بموافقة غربيّة، مثلما أتت "صناديق الاقترع" بالاسلاميين، وصناديق الاقتراع في بلاد الضّاد ليست لعبة ديموقراطيّة.هي لعبة لاطعم لها، ولا تمتّ لهذا العصر يأيّة صلة.

تقاطع المصالح يسمح بوضع النّقاط على الحروف. طالما أنّ العمليّة تتعلّق بالثّراء، هذا يعني أن الطّرفين مؤمنان بهدف واحد، والتنافس لا يتجاوز هذا الهدف، وإذا اعترفنا بأنّ الشركات المتعددة الجنسية هي التي تحكم العالم، وأغلبها يعمل على تبييض الأموال التي مصدرها الجريمة، كان " النّظام السّوري" وشركاه من المافيا قد زرعوا شركات التّبييض في كلّ أنحاء العالم تحت أسماء متنزوعة، كما أنّ قسماً من الذين تحوّلوا عن النّظام من كبار الشّخصيّات المعارضة حاليّاً كانوا يملكون شركات وهميّة مسجّلة باسم أشخاص كانوا سابقاً من ضمن النّظام، ومرّخصّة قانوناً، هي ليست شركات حقيقيّة، وإن بدت كذلك، فدبي مثلاً محطّة للتبييض، حيث تنشأ شركات قانونيّة هدفها تبييض المال، وتحويله إلى الغرب، وفي دول أوروبة الفقيرة كاليونان، وإيطاليا.

قد يستغرب البعض لو علم أنّ نسبة كبيرة من طالبي اللجوء السّوريين، والفلسطينيين السّوريين، والذين وصلوا عن طريق مافيا تهريب البشر، أو مافيا السّلطة، هم مع الأسد، أغلبهم حصل على الإقامة، ثم عاد ليعمل من أيطاليا، أو اليونان، أو لبنان في عمليّة التّعاون مع النّظام، أو مع أشخاص كانوا مع النّظام،.وهم من رفع صور الأسد في السويد على -سبيل المثال- عند زيارة أوباما.

هناك أمر جلل يحدث جاخل المعارضة السياسية السّوريّة. المزايدون أخذوا مراكزهم، أوجدوا لأنفسهم موقعاً داخل المعارضة. هم أنفسهم كانوا يسيطرون على السّاحة الأدبية، والفنّية، والاقتصادية، أغلبهم درس على حساب البعث، أو الحزب الشيوعي، تبوأ أغلبهم مناصب هامّة قد لاتكون في المرتبة الأولى. لم يتعرّضوا لاضطهاد مباشر، ولم تتأثّر معيشتهم. هم الآن أبطال بنظر أنفسهم. يرغبون بسوريّة جديدة على مقاسهم. عندما يرحل منافسوهم عن الساحة، يتصدرونها كأبطال صناديد. هم أتقنوا اللعبة، ونحن من أكل المقلب.

أغلب الشّعب السّوري الذي أفقر من قبل الطّفيليين في سوريّة قبل الثورة. لم يتمكن من الخروج حتى لدول الجوار، فهو لا يملك إيجار الرّحلة هو تحت رحمة البراميل، وأمراء الحرب الجدد. هؤلاء الذين بقوا مرغمين في الدّاخل. هم الذين انتصرت الثّورة في داخلهم، وكشفوا المستور من عورات أغلب أشخاص السّلطة، وأغلب أشخاص المعارضة، هؤلاء هم الذين بدؤوا للتّو حراكهم السّياسيّ الممزوج بالدّم من أجل سوريّة مدنيّة، وهرؤلاء هم من يحارب الطّائفيّة ، وهم الذين يمثّلون مستقبل سوريّة. أغلبهم شباب في عمر الورود، نحن الجيل المهزوم. علينا أن ننحني أمامهم، ونعتذر لهم، ونوصل صوتهم لأنّه صوت انتصار العدالة.

سوريّة حرّة