لم ينته الصّمت
خاص ألف
2014-01-14
أشبههم في انكساراتي، في مواويلي، وفي الحزن الذي أمتلأ به من رأسي حتى أخمص قدمي
يشبهونني في أحلامهم عن مكان يتّسع لهم في هذا العالم, العالم مكان أضيق من أحلامنا
أحلام الطفولة تلاحقنا، فطالما بحثنا عن مساحة لنا في بيوت آبائنا، ولما لم نجدها. انكفأنا إلى داخلنا نبحث عنها في الحلم.
الحدود التي وضعت لنا كانت تتضاءل يوماَ بعد يوم، وحكاياتنا الجميلة تطمس حتى لا نلتقي في محطات السكينة والسّلام
أسأل: لو كان بالإمكان السّفر عبر الزمن إلى تلك العصور السحيقة، حيث يعيش البشر في الكهوف، يخافون الطبيعة، ويؤدون طقوساً جماعيّة تمنحهم الأمان. هذه الطقوس، صنعنا منها عقائد متبارزة فيما بينها، سخرنا عقولنا لابتكار السّلاح الأكثر إبادة كي يفني أحدنا الآخر.
كم يضيق بي هذا العالم!ّ
الشعور بأنّك مباح، وأنّ العالم يقذف بك خارج هذه الكرة الأرضيّة، تسقط في مكان ما يعطيك حجم الذّبابة. يجعلك تعود إلى الطفولة تحلم بحضن الأم التي لم تكن موجودة أصلاً، نبتكر لها من خيالنا قصصاً دافئة عن الحبّ، وفي الحقيقة أن تلك الأمّ كانت مرهقة ، نسيت من هي،تحثّ السير من أجل الوصول إلى النّهاية، فقد قدّمت كلّ واجباتها في إفناء ذاتها، وعندما وصلت إلى النّهاية اعترف لها الآبناء بالجميل بطريقة تجعلها كلّما نامت ترغب في الموت، فهذا يمنعها من الكلام، وذاك يمنعها من الصّلاة، ومسيرة تنكيل مع الشيخوخة لا تنتهي. . . .
ماذا نريد من العالم؟
بالنسبة لي: أرغب أن أتحدّث بصوتي بين الفينة، والآخرى، كي أشعر بوجودي
أرغب أن أكل، وأشرب ، وأنام بطريقتي
أرغب بمساحة لي، أختبئ بها عندما أرغب
وأرغب أن أزرع، وأحصد
أن يرحل الصّمت عنّي، وتفكّ غقدة لساني
أن أفرّغ جيوني الباليّة من عدّة نومي ، ومعيشتي وحياتي,
أن أستطيغ البكاء،فتصفو نفسي
عندما تعزّ عليك أبسط الأشياء حتى ممارسة الحزن. تكون قد فقدت ذاتك، غصت في الصّمت، وهو الشيء الوحيد المباح لك، قد يعكره صوت سياط على قفاك. لا تشعر به، فروحك تعيش في مكان ليس للجسد فيه أثر.
سيعيب علي البعض هذا الشّعور. نعم هؤلاء البعض فقدوا الحواس الخمس. توحدّت حواسهم في حاسّة واحدة، نمت غرائزهم ضمن غابة، يتمتعون بمضغي بين أسنانهم، عليّ أن أتمتّع أيضاً بصوت مضغهم لي، أعلن عن سعادتي. قد أكون أفعل ذلك فعلاً:
أيّها العالم: كم أنا سعيدة بوجودك. مفعمة بالأمل بإلغائك لي!
يمضغني حوت أبيض. أحلم من جوفه بالحريّة، بالحبّ.، لكن بصمت. . . .
انتهى الخوف، ولم ينته ذلك الصمت القاتل.
لا نعرف ماذا نقول، ولا كيف نصرخ بوجه العالم؟
فقط أقول بلغة الصّمت: تباً لك أيّها العالم. كم أنت كاذب، ومزيّف!
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |