ليلٌ، وحوار عابرٌمع الوقت
خاص ألف
2014-02-03
سكون يلفّ حكايات لم يحنُ وقتها، الثّلج أمام نافذتي يشعرني بالدفء، رائحة البرتقال تنبعث من مدفأة مرسومة على ساق شجرة سرو، يتوهّج وجه أمي داخلها مع اشتعال الحّطب في موقدها الصّامد رغم الزمن ، وإلى جانبها كلبها "بيوض" يحدّثها عن الوفاء، وأنا هاربة من واجباتي تجاهها إلى ليل يتعاطف معي.
نداءات تدعوني للرّقص على موسيقى البرد العالق في ذرات الثلج.
كلّ شيء مهيأ لممارسة طقوس الحنين، يضمني الظّلام بين ذراعيه، يبكي من البشر:
كانت أحاديثهم بطعم الخجل. أعادوا على مسمعي حسرات مملّة. يحدثونني بها في كلّ يوم، صامت أنتظر أن آخذهم برفق إلى النّوم. كي أتفرّغ لنفسي.
يا ليل!
تشبهني في الهروب من البشر، وفي التّخفي أيضاً. لا أحد يستمع لأوجاعي المترامية بين جسدي، وروحي سواك. . .
عليّ أن أعدّ حروفي قبل أن أنطقها
أن أعطي كلّ الأشياء الجميلة
يأخذونها، ينسون أنّي قابعة في زاوية مظلمةأنتظر من يمسك بيدي ليرغمني على النّوم
أنسى نفسي معك.
انظر إلى تلك الشجرة الواقفة. تبتسم لي.
قبل أن تحلّ هنا، مشيتُ أتفقّد الطبيعة، أوقفني طير يقيم في أعلى شّجرة، لم يغيّر مكانه رغم العواصف. يبدو وحيداً. أنصت لي عندما حدّثته.
يحضرني الحنين، العتاب، الفرار إلى المجهول، يختلط فيّ دمي الصّراع مع الأمل، يفيض دمعي دون توقّف، فبيني وبين السّماء مباراة بين دموعها البيضاء، ودموعي المالحة، لا أحد يرانا، الكلّ نيام، قبل ساعات أردت أن أتحدّث مع أحدهم على الهاتف. كان مشغولاً. أغلق في وجهي. لم يكن متفرّغاً لسماعي, فقصصي لا تناسب أحداً سواكَ.
الأشجار تصلّي صامتة من أجلي. تتنفس بالحياة، وأنا عالقة بقصّة حبّ أوليّة مع الصّمت. أخشى أن أفارقه، ويذوب الثلج قبل أن أمتلئ بارتعاشة الحياة القادمة.
عكّّرتِ صفو سوادي يقول الليل، اعتقدتُ أنّ الحديث معك يمكن أن يعيد لي بعض جنوني،لماذا تغيّرت، لم تعودي كما عهدّتك. كنت تتألّقين في حضوري، أجدتِ تمثيل الفرح، لم يلحظ الجمهور ارتجافاتك. نسيت أنّك واقفة على حافّة الخشبة، قد تسقطين في أيّة لحظة، وفي هذه الليلة تعضّين على أصابع القدر، تحدّثينه عن النّهايات، تلفتين نظره، القدر ظالم لو عرف بوجودك لاغتالك . . .
كن حبيبي، قل لي بعض أشعارك في العشق، لاتذكر الخطايا، فليس في الحبّ خطيئة. فقط تخلّص من معاصيك في الهجر كي نتصالح، فطالما أردتُ أن تعتذرمني نيابة عنّي.
أشعر بصرختي ،ولا أسمها . تعيش ساعات الحوار مع الزمن
عيناي غائرتان في ملاذ ترقبُ النّهايات
وحدتي تعانق الصدى، وعتاب الزّمن لا ينفكّ يرميني بقذائفه
الملائكة تجتمع حولي ترغب في حصّتها
غداً أصبح اليوم،والمستقبل صار بحكم الماضي
الآشعار تثير الفوضى في وجه السكون
تتناثر فوق القباب، وتندثر عند أوكار الثّعالب
الحبّ يلفظ أنفاسه الأخيرة
والصمت يردّ على كلّ الحكايات
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |