نبحث عن ربيع يحلّ قبل الأوان
خاص ألف
2014-02-27
كلّ الفصول جميلة، يكمن في ثناياها الحبّ. نتنقّل بين الفصول مثل ملكات النّحل، نبحث عن الرّحيق كي نرسله هديّة تشفي العليل، عملنا لسنوات طويلة بحريّة قبل أن يستولي علينا من يصنع لنا خليّة، ويمنعنا من الحبّ بطريقتنا، أسموا تلك الخليّة وطناً، وتحكموا بالعسل والحبّ.
الأساطير تتحدّث عن هذا الكون، عن البحث ،عن الخلود، وعن الآلهة الجميلة حتى في العالم السّفلي التي تستسلم أمام انبعاث الحياة. هو الحبّ يملاْ الحياة، ويمر عبر الفصول، الحبّ بكلّ ألوانه. بدءاً من العشق، وانتهاء بالمحبّة الإنسانيّة.
كأنّ الحبّ حالة أصبحت من الحكايات التي لا نصدقها، فكلّ شاردة أو واردة من أقوالنا وتصرفاتنا ترصد وتعطى تفسيراً أعمق مما كنّا نقصد، حتى لتشعر أنّ رائحة الكره تفوح على سطح هذا الكوكب، وتسمى تلك الرّائحة بأسماء جميلة نبتكرها أحياناً بمحض إرادتنا، حيث أنّ كلّنا يشبه كلّنا، مالك الخليّة، والنحلّ العامل، والملوك، والزنابير. كلّنا نزنّ في وقت واحد، وبطريقة تكاد تكون واحدة.
ما للروائح تهبّ علينا من كلّ جهة من الكون، وتدفننا في مقابر الكره المصنّعة في معامل متنقّلة في كلّ أنحاء هذا الكوكب الصغير!
روائح الحقد والضّغينة تكاد تودي بنا. أصبحنا مدمنين على الكلام الأجوف، نتراشق بنفس التّهم ويرشقنا بها العالم. لابد أن نبحث عن ربيع جديد. ربيع ينثر رائحة الزهر، وعبير الورود. تتلاقح فيه الأشجار والأطيار، ويعود الحبّ إلى بساطته، يحكمنا قانونه، ونعبّ كلّنا منه.لانحتاج للكثير من الكلمات، فعالم الربيع يضجّ بالحياة. . .
يثور في داخلي ربيع يملؤني إلى حدّ الجنون، يعيدني إلى طفولتي حيث كنت أخبئ نفسي خوفاً من الرّبيع والخريف، كان يمثّل لي جنوناً يدفعني إلى الهروب، الغضب، الشعور بوطأة العطاء.
لم يبق للربيع سوى أيّام معدودات. أراقب البراعم الجديدة، وأخشى أن ينتهي الشّتاء،هكذا هو تعلّقي بالأشياء. جميعها تشكّل لي حالة حبّ، ويترجمها الآخر على هواه. . . .
الرّوائح الكريهة تحتاج إلى ربيه جديد، يكنسها، يعيد للطبيعة رونقها، ويعيد الحبّ إلى الواجهة من جديد، يرحل عنّا ذلك الموت، ونحيا مع الربيع من جديد.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |