لحظة فرح
خاص ألف
2014-03-07
في نهاية الطريق الذي أتسابق به مع الزمن. أقف لحظة أتأمل فيها الفرح.
أتخيّل أنني في حفل طرب يعيد لي بعض توازني، في حالة حبّ تأخذني من نفسي، في أنني أرّقص على مسرح يغصّ بمن يحبون الفن من أجل الحياة. يمرّ الفرح من خلال حالاتي، ومن خلال حاجاتي ورغباتي
كفراشة ملوّنة، يبتسم لي، وأنتشي معه، أطارده، وأضمّ يدي عليه،أفتحها، فلا أجد سوى فراغاً
-الحياة جميلة أيّها الفرح. لماذا لم تدعُني إلى الاسترخاء معك على فراش الحياة؟
-تقيمين في مملكة خارج الزّمان والمكان. تسافر بك إلى الشّفق، وعندما يتعبها المسير تسقط في الهاوية.
كلّما حاولت أن أدعوك، أراك هاربّة في اتجاه لا أعرفه.
-أوتسخر من عالمي؟ صنعتك بيديّ هاتين، علّمتك كيف تزور الأماكن المظلمة، وتنبش من بينها بعض المتعبين الذين أدركهم ذهول يشبه الموت، يمشون معك، ينسون من كنتُ، وأنسى من هم ، وتستمرّ الحياة مع أشخاص آخرين.
حملت في قبضة يدي ذلك الفرح، وهبته لأشخاص كثيرين، نسيت أن أترك حصّتي منه، لم أكن يومها قد فتحت يدي التي قبضت بها عليه بعد.لم أشعر به حينها، وعندما حاولت استعادته فرّ من خاطري، ونام في أماكن جديدة، أصبحت وحيدة أداعب الزمن، أقصّ له الحكايات عن المستقبل، يغصّ الماضي في صدري، ولا أعيش اللحظة التي تعتبر نفسها زمني، حيث لا لحظة أراها أمامي، لم يكن زمني، فقد مرّ أمام العمر، حرّضه على مداعبتي، والسّخرية من قدري،مرّ العمر أمام ناظري كما تمرّ الذكرى.
كأنّ العمر" مزحة ثقيلة" لم تستطع مداعبتي، نفسي تعاف المزاح الثقيل، أشعر بالإهانة عندما يهدر الزمن وقته في تلك الطرائف التي تتناولني بالسّوء، كأنّ الوقت لا قيمة له. . .
يسير الدّمع كسرّ يغربل التراكمات المختلطة بنسيم يقترب من بعض الفرح ليمارس القمع،فيخترق وجداني غصّة تستقرّ في منتصف طريق النجاة من الهواجس ونوبات الذعر، وينقسم العالم وفق دمعي إلى حاوية قمامة، ويتشكّل الحبّ البريء في المستنقعات الآسنة، ويرفع الجميع العتب، فقد قدموا من الكلمات مايجب تقديمه، يرتجفون خوفاً أن يؤخذ كلامهم على محمل الجدّ.
في الزوايا التي تحتضن توحدي أعيش كلّ حالاتي السّلبيّة، أتمتّع بها، ويسمو بي الاكتئاب إلى عالم الآلهة، أشّف كالبلور، أسامح الزمن على فعلته، فقد كان يسألني عندما يمرّ من قرب الدّوائر التي أدور بها حول نفسي:
هل تكرهينني؟
لا أعرف الكره. لغيت من قواميسي بعض المفردات مثل مفردات الكره، والعظمة، وكل ألفاظ التبجيل، قرّرت أن أسامح الزّمن، كافأني، أعطاني فسحة صغيرة، ومنحني بركته ، نسيت كلّ الآشياء، عدت إلى توحدي، أدور في تلك المساحة، لا أنظر إلى الأشخاص والآشياء حيث لم تعد عيناي قادرة على التّواصل إلا مع عالمي، وكلّ يوم أخشى أن يسحبني الزّمن من ذلك العالم، ويرغمني على العيش الحقيقي، حيث لا حقيقة. . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |