عودة عن الحلم
خاص ألف
2014-03-19
الأحلام هي جزء من الحياة، سواء كانت منامات أم أحلام يقظة. تتغير مثلما نتغيّر، البارحة كنت راقصة تتحدّث بلغة الجسد، تحولت بين ليلة وضحاها عن الرّقص ، مات حلمي الذي عملت عليه كثيراً تمتّعوا بلغة جسدي، رجعت دون أن أدري عن أحلامي الجميلة، وحلّ بدلاً منها كوابيس لا أرى فيها سوى الرؤوس المقطوعة، والبراميل تقذف الحمم، وكأنّ الحجاج فاق من موته لينتقم. . .
مضى ثلاث سنوات من عمر السوريين وهم يحلمون بالربيع المجنون،أرادوا أن يرقصوا على روابي بلادهم، ويغنوا للحياة، كان الأمر قاب قوسين. انتظرنا ذلك الفردوس المفقود" الحريّة"،حرّرنا الموت من الخوف، ومن الحياة، أصبحنا نتساءل: لماذا يجري مايجري؟
كلّ يوم ننام ، ونرغب أن يحلّ ذلك اللغز. لغز تمسّك العالم بالنّظام، ولغز دخول أغلب المسارات المضيئة في نفق الظّلام الدّامس، وبينما البراميل تنفجر، والسيوف تقطع الرّؤوس، أصبحنا نمتّع أنفسنا بالثّرثرة على وسائل التّواصل الاجتماعي، ونشكلّ الائتلافات، والمعارضات. . .
قصّة الدكتاتوريّة ليست ابنة البارحة، هي عريقة في القدم، وقصة العبودية لم تنتهي بل نحن في عصر العبودية الفاضح، نسًلم عقولنا، ومفاتيح حياتنا للإشاعات، والاعلانات، ونمضي قسماً من يومنا نستمع إلى الشّجارات العقيمة بين مؤيدين ومعارضين على الهواء، ويكون معدّ البرنامج قد أجاد تسويق ضيوفه، وإرضاء الجمهور، ومالك المحطة، فهذه هي مهنته:" التّسويق"
من عادة الدكتاتوريات أن تقتل وتشرّد كلّ من يشير لها بالسّوء، وحتى الذين لايشيرون إليها أحياناً قد يذهبون بنيران صديقة لاتهام العدوّ المفترض بارتكاب جريمة القتل، والأمثلة في التاريخ قديمة ف" تيلس" الإغريقي الذي رفض فيثاغوزث ضمّه إلى مدرسته، استولي على السّلطة في عام 500 قبل الميلاد، قتل وأعدم الفيثاغورثيين، هربوا وطلبوا اللجوء، ثم قتل أغلبهم في مجزرة جماعيّة ،تقول الاسطورة بأنّه لم ينج منهم إلا اثنان، ولا نعرف كيف انتهت حياة فيثاغورث.
لكلّ زمن مسيحه، اسم فيثاغورث نفسه يعني "حامل البشارة"، وأمّه بارثينيس" العذراء" وربما قضى كما قضى المسيح بن مريم، وكان فادياً لوصاياه في تلك القصيدة الذهبية المنقولة عنه والتي يقول فيها:
" لا ترتكب أي فعل مخجِل، وحدك أو بالاشتراك مع غيرك، فالأولى بك أن تحترم شخصك"
كان حلماً كحلم فيثاغورث، ذهب ضحيته جيل كامل من السّوريين، ومن قضى منهم قد يكون غادر إلى السّماء مخلّداً كما قالت القصيدة الذهبية:
" لئن غادرت جسدك محلّقاً حتى أعالي الأثيرالمطلقة، أصبحت مخلّداً لايلحق بك فساد، ولا يطالك الموت"
المجزرة حلّت، علينا أن نستيقظ من الحلم،أو نعود عنه إلى حلم جديد، يعني فيما يعنيه العمل من أجل الحياة،وتحرير العقل، فلن نتحرّر مالم تتحرّر عقولنا، أن نعطي ماعندنا قبل أن نرحل عن هذا العالم، ولا نكتفي بالكلام ، والجلوس على مائدة الانتظار، هذه المرحلة انتهت بفناء الكثير من السوريين، وستكون حقبة تاريخيّة لها أساتذة في التاريخ يبحثون في الشأن السّوري، حيث سيشار إلى انتصار القيم، نتيجة موت الانسان ظلماً
يجب أن نجد فسحة لأنفسنا، وأن نسعى إلى امتلاك المعرفة، تلك المعرفة التي أصبحت بعيدة عن متناول اليد، غير مسموح بها إلا للمجموعات المافيوزية المسيطرة على العالم، والقائمة على المصلحة المادّية متجاوزة القيم الانسانيّة، ولا تعترف بأيّ حقّ أو قيمة، فكلّ شيء هدفه السّوق والرّبح في عقيدتها دون الاكتراث بمصير الانسان.
بعد كلّ الذي جرى. علينا أن نفحص ضميرنا كلّ يوم. نسأله:
" بماذا قصّرت؟ وأيّ من واجباتي أهملت؟"
سألت نفسي هذا السّؤال، كنت مشوشّة الذهن، لم أستطع الإجابة، عليّ العودة إلى نفسي أولاً، فثلاث سنوات كانت مدّة كافية لتجعلني أعيش في دوّامة الانتظار. انتظار الحريّة، انتظار عودة الشهداء من رحلتهم، وانتظار الفرح الكبير في العيش بكرامة في أماكننا الآولى، بدأت أعيش اللحظة كما هي، تمنيت لو لم أستيقظ من حلمي، لكنّه حصل.. .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |