سوريّة بلد الفقر، والمعاناة
خاص ألف
2014-03-25
لم يكن حافظ الأسد قد استلم السّلطة في خمسينيات القرن الماضي، مع ذلك كان الشّعب السّوري جائعاً، أجيال الخمسينيات كانوا يتزاحمون على الإعانات الأمريكيّة من الدقيق الأبيض، وكانت تدعى" إعاشة" الطوابير تقف مثلما تقف اليوم على الأفران، وعمال الطّرق" النّافعة" يتزاحمون على يوم عمل شاق بثلاث ليرات سوريّة، ومن يعمل اليوم ليس له دور غداً، كان هناك طائفيّة حيث أنّ الشّائعات عن الطوائف كانت كثيرة، مثلّ أن الدروز يهود، والاسماعيليين يعبدون الفرج، والعلويين يتزوجون أخواتهم،والمسيحيون لاتجوز الرّحمة عليهم. وحتى حافظ أسد تجاوب مع الرأي العام، وأعلن عن سنيّته عندما غيّر الدستور.
شهدتُ على الفقر في مدينتي" السّلميّة" و في "عامودة"رغم خصب أرضها، وغناها، وقد كانت لبنان قبل احتلالها وإفقارها ملاذاً للسوريين الفقراء ، أو الملاحقين سياسيّاً،في عهد الأسد أفقرت لبنان ودمّرت. ازداد الفقراء فقراً في سوريّة ، وزاد عددهم، نشأت طبقة جديدة من الأغنياء، وبدأ يتقلّص منسوبها إلى أن أصبحت قلّة من الضّباط، والتّجار الذين يسيطرون على كلّ مناحي الحياة، وبدأت تظهر ثقافة جديدة مثل التّغني بالياسمين، والحضارة السورية الغارقة في التّاريخ دون اعتبار للحالة الواقعيّة التي يعيشها النّاس.زاد الفساد، وكانت بعض الكليّات الجامعية على سبيل المثال تقتصر على المحسوبيّة، مثل الفنون الجميلة، ومعاهد التمثيل، والموسيقى، ومنصب القاضي يحتاج لمفتاح، ومئتي ألف ليرة، مع أنّه نشأ فيما بعد مصطلح" القضاة الأحرار"
قد نكون نحمل نفس الأفكار رغم اختلافنا، الجميع يضع كتابات محمود درويش، ومحمد الماغوط، وصور غيفارا، وأغنيات فيروز، والتميّز الوحيد هو أن طرفاً يمجدّ الأسد، والآخر يشتمه، بل أكثر من ذلك أصبح كلّ شخص يتحدّث بالنيّابة عن السّوريين قائلاً: "نحن السّنة من وقع علينا الظّلم"وفي حديث لي مع " الجاليّة السوريّة الحرّة" في اليونان، قال لي الرئيس: " في سورية ثلاثة ملايين علوي سنبيدهم، مع السريان والمسيحيين لأنّهم خونة" وهو حديث عليه شهود لازالوا أحياء.
أما عن المرأة فحدّث ، ولا حرج، فمن متباك على الشّرف، مع أنّ جرائم الشّرف كانت أكثر من أن تعد، والآخر معترض على زواج السوريّات في الاردن ومصر والخليج، الجميع نسي أنّ المرأة السّوريّة هي زوجة ثانية أو ثالثة في دول الخليج منذ عشرات السّنين، سموا النّساء حرائر أيضاً ولسن أحراراً.
نرغب في التّغيير. تغيير كلّ هذه الأمور السّلبية، وأوّل الأمور التي علينا تغييرها: عدم فسح المجال للسياسيين بالتحدّث نيابة عنّا. علينا أن نصحو من كوابيسنا، نعترف بأنّ الأسد ليس وحده سبب الكارثّة، بل الكثير منا كان من ضمن المشاركين، ولا زال الكثير في الصّف الآخر لديه نفس القيم. . . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |