ذكريات من الزمن الجميل "3"
خاص ألف
2014-04-28
رأيتكَ البارحة في حلمي واقفاً على نهاية طريق تنتظرأحداً ما،أتيتُ إليك،لم أصل، كان الطريق موصولاً بالفجر، تدير ظهرك لي كلّما اقتربت منك، انتظرتك حتى المغيب، سقطّتَ مع الشّمس في عمق البحر.
كأنّني لازلت قادمة للتوّ من رحم أمي، وليد غير مرغوب بي.
في كلّ أحلامي أرى أمي تقبّلني، وأبي يحملني بين يديّه، وأنت تدير وجهك عنّي
تغيّرت أحلامي. أصبحت بطعم الكوابيس.
تأتيني أصوات منها كالهجمات، تتلاعب بشعوري، تدفعني للوحدة، أضرب رأسي في الفراغ، وأقول" أعيش في عزلة"
لن أتجاوب مع تلك الأصوات. لستُ وحيدة في هذا العالم، وليست مشاعري هي الوحيدة
أحلم بأفكار حيّة، غامضة، مخيفة، وغير واضحة
أعرف أنّها رغبة روحي في التّعبير عن ذاتها، عواطفي المزدحمة لم أستطع أن أعبّر عنها سابقاً، تسبّبت لي بالكبت، أصبحت غاضبة، دعني أصرّح بأفكاري كي لايجتاحني المرض. مرض الخوف ، والكراهية ، والعبادة، والجنس
طاقاتي يجب أن تعبّر عن نفسها ، وأن تجد ممرّا إلى العلن
رأيت نفسي منذ أيّام. أبني مصحة للآباء، يتعلمون فيها لغة المشاعر، ويربون أبناءهم عليها.
قد يبدو لك أنّني حزينة. نعم ، فالرّسائل التي تلقيتها كانت سيئة، وبدلاً من أن يفهمني الرّبع. يسألون: لماذا أنت حزينة؟
عندما قمعت عواطفي تملكني الخوف، والغضب، وهذا هو مقياس الحياة- أعني العواطف-
يحاول البعض أن يفعل الكثير في وقت قصير
لم يتعلّموا الصّبر، ولا يعرفون كيف تكون السّكينة.
لستُ مثلهم.تتغيّر مشاعري، وعواطفي كما يتغيّر الناس، وكما يتغيّرجسدي، ورغباتي،
يحكمني رد الفعل بعواطفي، تأتي مشاعري وتروح، لا يمكنني الهروب منها
تسألني::" لماذا تبدو نغمات صوتك قاسية؟"
لا أعرف الجواب، قد تكون ردّ فعل على كابوس البارحة، عندما رأيتك في آخر الطريق .
من الذي يرشد الكوابيس إلى سريري؟
تتسلل إلى وسادتي
وتسكن فيّ
تفقدني حريّتي
المشاعر المكبوتة تهاجمني حتى في وقت العبادة
تسحبني إلى الجحور
حيث تعيش حكايتنا المهزومة
أرى الرؤوس المقطوعة
أخاف.أهرب إلى الظلمة، أراك تلوّح لي من نافذة بعيدة، وترحل ثانية مع قمر جديد.
أبحث عن شجرة التّوت القديمة، الأقحوان، شقائق النعمان، وحقل أبي المنهوب
تئنّ الريح، تسحبني إلى الحرمان، أدرك أنني لن أعود
الكوابيس حقيقة تعانقني كلّ يوم
الجنّيات نفسها، الآفاعي تلفّ على رقبتي، وكرمنا ينادي، وأمي تئنّ على فراش الموت
أخي الصّغير يضيع منّي
أصرخ، أرغب في الرّكض, تتيبّس مفاصلي
أسمع صوته، ولا أراه، أبكي بحرقة، ضاع منّي في وقفة العيد .
الكابوس يتحكّم بي، فلا أنا قادرة على البكاء، ولا الهرب، فقط أبسمل في سرّي ،وعندما أصحو أعود للنوم ثانيّة، كابوس الحلم كان أخفّ من كابوس الحياة.
للعالم طعم واحد، عندما أجوع وأتذوّق طعمه أبصقه.هو بطعم الزيف، لا يروقني، كم تمنيّت لو أستطيع أن احتمي من الزّيف في حضن حقيقيّ أبحث عنه، وعندما لا أجده أعود وأرتمي في مناماتي، ترميني بدورها في حضن الكوابيس، تسيطر على حياتي، وفي كلّ مرّة أراك تدير لي ظهرك، يضيع مني أخي الصّغير، أناديه:
عندما تستيقظ في الفجر، ولا تراني
أكون قد استيقظت للتوّ
أمشي على رؤوس أصابع قدميّ كي لا أوقظ العصافير
أجمع أشياءك، أحضّرها، أخشى أن تأتيني عارياً
سأتوقّف عن الحديث، لا أحد يسمع ما أقول
أسمع أغنية قادمة من بعيد
تقترب من الباب
ونقر خفيف
النّداء يدعوني باسمي
قد يكون ملاك الموت أتى يعتذر
أو كابوس الشهرة يبكي
أبكي، دموعي لا تنتهي،و أغنّي:
حبّي لن ينتهي، لايسمح لي بالرحيل
فلا زال لديّ أغنيّة مع الأمل
يصلي الأمل كلّ ليلة من أجلي، على وقع ترانيمي:
مع تلك الصلاة سأتخلّص من مخاوفي
أعيد ترتيب طاولتي، أعانق الحياة، أودّعها بابتسامة. . .
يرحل الأمل مطمئناً، وأبقى قرب طاولتي
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |