Alef Logo
يوميات
              

على وسائد الذكريات

ناديا خلوف

خاص ألف

2014-05-27

هي وسائد حقيقية صنعتها بنفسي، في كل عام كنت أعمل جرداً لثيابنا، أحتفظ بالجيّد منه، أصنع منه وسادة ثقيلة، أضعها على حافة ديوانة نسند عليها أظهرنا، أو على الفرش العربي، كوسائد للاسترخاء أمام التّلفاز.

من يفتح تلك الوسائد يعرف تاريخنا. . .

أتت علينا مرحلة لم يعد بمقدورنا شراء الأشياء الجديدة، أصبح أولادي كباراً، عندما كانت ابنتي تريد حضور حفلة ما، أحاول التّذكر في أيّ وسادة كانت ثياب الحفلات، ونفتح الوسادة لتختار، ولا أتمكن من إعادة الوسادة إلى سابقها، لأن محتواها أصبح بيد الجميع، يقولون وسائد ماما أفضل" زارا"، أو " الكوخ"، وعندما يعجب الآخرون بثيابهم، ويسألونهم عن أمكنة وجودها. يجيبون: " في مركز تجاريّ يقع قرب منزلنا، فتح ليوم واحد، ثم أغلق المكان"

الوسائد ربما رماها من اشترى منزلنا، وأصبح تاريخنا في سلة القمامة، حتى صورنا المكدّسة في الأدراج لم نجلبها، من سيعوض علينا ذلك؟ !

لم أنه الحديث مع نفسي بعد، طلع الصّباح، الساعة لازالت الثانية بعد منتصف الليل، الطيور تحوم على شجرة قرب نافذتي في غابة ليس لها حدود.

لماذا لا تنام هذه الطيور؟

سهرت معها إلى ماقبل منتصف الليل بقليل.لم يمض على نومي سوى دقائق، فإذ بأحدها ينقر باب نافذتي بإصرار.اعتقدت أنّه أبي قد عاد من السّفرومعه هديّة العيد.فركت عينيّ بيديّ: أبي ليس هنا. غادر منذ زمن بعيد

هذا أنا. استيقظي حلّ النّهار

أمي اطفئي النّور أرغب في النوم

أين أنت؟

هذه الضّجة ليست طبيعيّة

ما أقصر هذا الليل الذي يضاجعني!

هي. عودوا إلى الأشجار. ناموا. لازالت السّاعة بعد منتصف الليل بقليل. إذا كنتم طيوراً لا يعني أن تسببوا لي الأرق

انظري إلى الشّفق.

سخروا منيّ. طاروا من شجرة إلى شجرة

نظرت إلى السّماء. ابتسمت لي الشّمس من بعيد

انتظريني ثوان. سأنتهي من تلميع وجهي

فتحت باب غرفتي

ركضت تجاههم كي أعاقبهم

فإذ بي أدور تحتهم في العراء

العصافير تتشاجر على مقربة منّي

أشاركها الحوار

ونفتح له مائدة على حافة الأشجار

أطير مثلما تطير

ينادي الفرح على الزّمان

يرقص معي كطير في السّماء

تتوارى الشّمس فجأة

ولا يظهر القمر

يسقط الفرح في بعض الأبعاد

وأنا أركض خلفه أناديه:

لم ينته الميعاد

لقد رحلت الوسائد، تركنا المكان، لكنّها باقية في ذاكرتي تؤرّقها، تداهمني كلّما حاولت أن أنام، تتعانق إبرتي مع إبرة أمّي، وينزل الدّمع منهما على أقمشة من الزمن العتيق، تحوّلها إلى أغنيّة للحزن، ومساحة للبحث عن الذّكريات. . .




































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow