نساؤهم حلال، وأموالهم حرام
خاص ألف
2014-07-08
عندما سمعت هذا التّعبير لم أستوعب المعنى،طلبت منه أن يعيد ماقال
- " بلاد الكفر. أموالهم حرام، ونساؤهم حلال" هذه وجهة نظر إمام الجامع الذي يقيم بشكل غير قانوني في أحد ملاجئ السّويد،وللإدارة علم بوجوده، تغض النّظر، هناك الكثير ممن يعيشون بدون أوراق رسميه، ويتلقون الدّعم من المجتمع المدني.
أعود إلى إمام الجامع المغربي. كان يبسمل وينظر إلى الأسفل وهو يعرض بضاعته المسروقة، وبضاعته رائجة في " الكامب" فقط عليك أن توصيه وسيأتي طلبك خلال أيام. ماذا تريد؟ سترة جلديه، كمبيوتر محمول، دراجة ، كلّه مقدور عليه.
الأمر ليس بهذه السّهولة،شخص واحد لايستطيع القيام بكل تلك المهام ، ولا بد من شركة، أو شراكة ،عندما يتشارك مغاربي مع شيشاني أو ألباني، أو سوري فهناك اقتسام للغلّة، وأن تكون إمام جامع لا يعني أنّك لا تخطئ حسب رأيه، وقد يكون الخطأ هو السّكر في ليلة تحتدم فيها المعركة بين الشركاء، المعركة التي أخافتني كانت بعد الثانية عشر ليلاً، والدّم السّائل على الأرض، والرعب كان كافياً لاستدعاء الشّرطة، وقد أتت فعلاً ، وكأنّها لم تأت ، فأنت في السّويد لا تستطيع الشّرطة توقيف الشخص جزافاً، الجميع تستّر على الإمام ، وأوّلهم الشّيشاني الذي طعن برأسه بقطعة حديد، حيث تصالحا بعد أن فكّ السّكر عنهما، ومادام ليس هناك ادّعاء فالأمر محسوم.
سواء كان الشّخص طالب لجوء يُّبتّ في طلبه، أو حصل على الإقامة هو محميّ وفق القانون السّويدي، والسّوريون منحتهم السويد الإقامة الدّائمة، وهم يقولون أنها هي المستفيدة من وجودهم ، ولا أستطيع تفسير هذا الكلام
اعتقدت لفترة أنّنا نحن السوريون "أبناء الحضارة" لا يمكن أن نكون بهذا السّخف، أغلب الأشخاص الذين رأيتهم في سوريّة مختلفين عمّا رأيته في الغرب، الأكثريّة هنا طالبانيّة ، لم أكن أرى في سوريّة ذلك الوشم الذي يسميه المصريون" زبيبة" على جباه المؤمنين السّوريين، رأيتها في الغرب، وعندما سألت شاباً سوريّاً عن الأمرأجاب: هي علامة الإيمان. تحدّث لي عن الغرب الكافر. قلت له: لماذا أتيت؟
-أتيت لأغير بلاد الكفر، أعاد على مسمعي ماقاله الإمام.
طالبان، داعش، بوكو حرام، والشبيحة، موجودون، والشّيشان، والألبان الذين ينتمون للفكر الجهادي يشكلون الخلايا اليقظة وليس النّائمة، ويمارسون سيطرتهم ،ففي الكامبات التي يقيم فيها السّوريين يحاول من يتبنون هذا الفكر بإرهاب الناس ، مثلاً: يسجلون أسماء الصّائمين كوسيلة للضّغط عليهم ويقدّمون القائمة للمطبخ، الغرب لا يمانع، لكنّنا نحن السّوريون من يقع في الفخ. سألت صديقتي التي لا تصوم، لماذا سجلّت اسمها. قالت: "خوفاً"
حتى في السّويد يخاف السّوريين رجال الدين، والشبيحة، والنّظام!
سألت شباباً من حمص، وحلب، ودمشق عن سوريّة التي يطمحون لها قالوا: "نحن مع دولة الخلافة" بل إنّ بعضهم قال أن داعش تمثّله. سيحتّج الكثيرون على ماقلت، فلا زالوا يؤمنون بتميّز العنصر السّوري إلى درجة أن صديقي الإريتيري شكا لي بعضهم، وقال: لو جلست قربهم في مدرسة تعلم اللغات، غيروا مكانهم ، وأسمعهم يقولون عنّي "عبد"
أتحدّث عن الأغلبية، أمّا الأقلّيات فتعيش تجمعاتها، وتمارس عاداتها بطريقة أصعب مما هو موجود في سوريّة، وربما أكثر رجعيّة.
أغلب من أتى إلى الدول الاسكندنافيّة أتى من أجل جمع المال بطريقة سهلة، أتى أحد السّوريين مع إحدى زوجاته تهريباً، ولم يسجلها أنّها زوجته، حيث سيعمل لم شمل لزوجته الثّانية، قال:
" هو مشروعي لهذا العام"
هناك نسبة لا بأس بها من العقول المهاجرة، وهي مندمجة في المجتمع، وتحصد الامتيازات، تنال احترام المجتمع، ولها مستقبل جيد لكن النسبة الأكبر هي من النّوع الأوّل حتى أنّ بعضهم يقول: فوجئت بالسّويد. كنّا في سوريّة نعيش بحريّة أكبر، وعيشنا كان كريماً ، وبعض الذين يقولون هذا سجنوا في الفروع الأمنية ومنها الفرع215
يبدو أنّ السّوريين الذين يحملون الفكر المنفتح لم يغادروا سوريّة لسبب بسيط هو أنّهم لا يملكون المال، أو لايتركون أماكنهم، وهم العنصر الذي يعوّل عليه، كم أتمنى أن يكون الأمر كذلك، ولا يكون النّموذج الذي أراه هو الغالب. . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |