تلك النّوارس
خاص ألف
2014-07-14
تلك النّوارس صديقتي. تعلّمني دروس الحبّ
نمشي معاً على الموج، يسافربنا، تعلق آثارنا عليه
لم نكن أصدقاء من قبل.
بعد تلك الواقعة انضموا إلى موكبي
كنت قدأنقذت واحداً دخل بالصّدفة إلى محرس إنسان، ولم يستطع الخروح
اصطدم بجدران الدائرة البلّورية
دخلتُ إليه، اضطّرب قليلاً، ثمّ بدا متعاوناً، وضعت قدمي أمام جناحيه إلى أن خرج
لم يكن يعرف كيف يعود إلى أبويه ، ولا زال أبواه يصرخان، خرج أخيراً من شرك البشر
أتى والديه وتكفّلت أمّه بتأهيله من جديد على الطّيران.
أتت النّوارس إلى قرب نافذتي تحتمي بي، تحلّق وتفرد أجنحتها
لا أسكن قرب البحر، لا زلت في الغابة أمارس عبادتي أمام نافذة الرّب
هكذا أسميت نافذتي التي تطلّ على عالم بلا حدود، أفتحها عندما يلوذ البشر بالنوّم
اخترت أن أقوم الليل مع الأشجار وصفير الرّيح
صوت ضعيف يتناهى إلى سمعي، كأنّ أحدهم يدعوني، أفتح الباب، وتطير النّوارس مرحبّة بي:" تعالي نطير معاً"
ليس لي أجنحة مثلك،والبحور بعيدة. . .
أخاف الليل والظّلال أيتها النّوارس
مالهذا الليل لاينام؟
مليء بضجيج الأيّام
قلبي يفتح أبوابه للصباح
الأجنحة البيضاء تدعوني للرحيل معها
تنتظر جوابي
إلى أين؟
يرفرف السّرب متحمسّاً:
" نأخذكِ لو شئتِ إلى الجبال .من قال لك أنّ النوارس تسكن البحارفقط؟
البحار هي بعض مواطنها
الماء هو وقع أقدامها ،ليس جميع الكائنات تسير على اليابسة
البعض يسير على السّماء، وعلى الماء
من أسوأ الأشياء السّير على الأرض الواطئة
لو ترتفعين قليلاً ونرافقك "
ليتني تعلّمت الطّيران، أو حتى الرّفرفة
لم أتعلّم سوى الرّكوع من أجل عبادة الإله، وفي أكثر الأحيان يكون للسّجان
مرّة أضع رأسي بين يديّ، أفكّر في تغيير العالم، ولا أغيّر حتى نفسي، ومرة أقيّد يداي بإرادتي.
آثار رسغيّ واضحة على أغلال الحياة
وبصماتي بالدّم المتناثر من الأشلاء
وساعات حبي مليئة بالرّياء
بنيت معابدي فوق غيمة سوداء
عدت إلى الأرضّ
وبينما كنت غارقة في السّجود
وجدتني تحت أقدام الإله
بقيت على وضعي، دخلت في سبات
أعادني للحياة
رأيته يفكّ أزرار قميصي، حاولت الاحتجاج
قال: أنا الذي سوّاك، أتمتّع بما صنعت
لم أتعوّد على الأمر. اغفر لي يارب، فهمت على مدار حياتي أن أعبد رجلاً ما، اعتقدت أنّك ذلك ال" ما". . .
حتى لو كنت من صنعك، أنت المذكّر الذي عليّ أن أخافه، ولا أسمحُ له بلمس جسدي إلا مرغمة. لا تلمسني أرجوك.
يهيئ لي أنّني معشوقة الإله
وتسحبني النّوارس من زيفي، تمسك يديّ، تحملني معها إلى البحار القريبة، يتدلى رأسي بين كتفي خوفاً، أشعر بالفرح والخوف، بالحبّ والدهشة، كأنّه كان عليّ أن أعيش الحياة، للحياة طعم، هذا الذي لم أكن أعرفه، عرفته الآن.
سأحاول العيش، ألتفت إلى النّوارس لآقول: شكراً
رأيتنا نحطّ معاً على بحر من الجليد وينتهي المشوار
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |