تبحثُ عن حبّ
خاص ألف
2014-08-04
الفتاة الجميلة التي عاشت قصة حبّ كبيرة تبحث عن حبّ يليق بها.هي الآن صديقتي، لم تكن متألّقة كما كانت قبل شهر، تبدو أكبر من عمرها, دعتني إلى منزلها لشرب فنجان قهوة، تحدّثنا عن كثير من الحكايات الحزينة، وعن بعض الذّكريات الجميلة، التفتت إليّ فجأة : أرغب أن أبوح لك ببعض أسراري، أرجو أن تقولي لي إن كنت مخطئة.
شعور بالنّدم يرافقني،كأنّ زوجي لايحبّني، تخيّلت أن أعيش معه حالة حبّ دائمة فإذ بالأمر لا يتجاوز الجنس. عبّر لي عن حبّه بهذه الطّريقة،
لا يفهم مشاعري، ولا يعرف أن لقلبي طريقاً آخر، لا أستطيع استيعاب الجنس بلا حبّ، وهو يقول لي بأنّه لايقع في الحبّ إلا من خلال الجنس.
قلت لها: قد تكون أغلب النّساء تعاني من هذا الأمر، وقد يكون هذا مايميّز المرأة عن الرّجل، ربما للقضيّة علاقة بالهرمونات هذا مايقوله العلم، ولا أفهم التحليل العلمي للموضوع، لكنّني أعرف أنّ الجنس والحبّ حاجة للمرأة والرجل، أتينا إلى هذه الدّنيا تلبية لغرائز آبائنا، وتستمرّ الحياة وفق هذه الغرائز التي يتمّ نسجها في اللاوعي، ومن الطبيعي أن يسعى كلّ منا إلى حاجاته، لكن الأفضل لو استطعنا فهم الجنس الآخر، وجعل الحاجة في متناول اليد ولا تحتاج لكفاح كبير، فلا يمكن للرّجل أن يمنح الحبّ إلا بعد أن ينتهي من التوتر الجنسي، ولا يمكن للمرأة أن تمنح الجنس إلا إذا شعرت بالحبّ.
قالت : خرجت ِ عن الموضوع. سأسألك بطريقة أبسط:
هل المرأة مدعوّة للتعامل مع الرجل جنسياً للحصول على حاجاتها الطبيعيّة؟
الرجل اليوم يعيش أزمته مثل المرأة، أصبحنا نمرّ بأزمات كبيرة، أزمة ربع العمر، ومنتصف العمر، وكل شخص يبحث عن ذاته، تغيّرت صفات الرّجل.لم يعد يبحث عن صفات الرّجولة التي عفا عليها الزمن. بل أصبح يخاف أن يقوم بدور الزوج، ومن عبء إعالة الأسرة، وربما يبتعد تريجياً عن الزواج الرسمي، وكذلك المرأة، ففي الغرب تحاول بعض النّساء الانجاب عن طريق التّلقيح مثلاً
يبدو أن أفكار صديقتي أحدث من أفكاري، وربما أكثر واقعيّة لكنّ حديثنا مستمر:
ألا ترين معي أنّ الرجل" الزوج" عنما يشعر أنّه مقبول من المرأة " الزّوجة" يعطيه إحساساً بالثّقة، وبالعطاء بشكل إيجابي للتّوصل إلى الحالة التي تطلبينها.، والعكس صحيح، الرفض يولّد لديه نوازع سلبيّة ، وهذا ماجعل للحياة الجنسيّة أهميّة كبرى في الحياة العاطفيّة.
لكن الرّجال مختلفون، فزوجي له عينان تجولان في فساتين النّساء، والأجساد في داخلها وفي أدّق التّفاصيل، وربما يخزّنها في ذاكرته، وأنا لا أحتمل هذا.
انتهى الوقت سريعاً، كنت سعيدة بالنّقاش حول أمر الحبّ، وبينما أودّعها أكملنا حديثنا- كالعادة- أمام الباب.
ابتسمت: هذه المرّة لم نتحدّث بالسّياسة ، لكن أحاديثنا لو تكرّرت حول موضوع واحد ستودي بنا إلى السّياسّة " لاسمح الله"
كأنّ الحبّ يشبه السّياسة أيّتها الجميلة: دمت على حبّ
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |