لا تدر ظهركَ لي
خاص ألف
2014-08-25
في رسالة وصلتني من صديقة افتراضية وجهت كلامها لي:
" تثورون على السّلطة،مع أنّ الثّورة عليكم هي الأهم، يمكن لكم أن تصفوا معاناتنا نحن النّساء السّوريات مع أزواجنا، هم من أوصلوا سوريّة إلى هذه الحال"
في الرّسالة شرح مطول اجتزأت منه بعض الأفكار:
" نرغم على الزّواج لأنه لقب اجتماعي لا نستطيع الظهور الكامل في المجتمع بدونه"
"ليس في الزواج حبّ، بل تطبيق عن قرب أو بعد هدفه المال ، يبدو وكأنّه حبّ"
"المرأة السورية هي التي تدفع ثمن الزواج، والزوج يعتبر نفسه قدم لها كلّ شيء بالزواج منها،يمنّنها بذلك، تكون عليها كلّ المسؤوليات"
" في أيّ وقت تمتلئ جيب الرّجل يدير ظهره للأسرة، ويتنكّر للماضي، ويعتبر أن مايقدمه من مبالغ للمعيشة هو تضحية منه"
" الرّجل بخيل بكلمات الثّناء، ولا يمتدح الإيجابيات عن سابق إصرار"
هذه مقتطفات، الرّسالة مكونة من عدة صفحات،أبدأ من آخر ملاحظة:
من وجهة نظري أنّ الثناء يشبه الحبّ، هو اعتراف، ليس بالضرورة أن يكون الثناء مزيّفاً، لكن من الضروري أن نستحضره على الدّوام كنوع من الاعتراف بالآخر، وكنوع مكمّل للحبّ، الرّجل يجيد هذا الفن، يوزّعه على من يرغب بهم من النّساء، والرّجال، وربما يبخل به على شريكته.
لا أعرف إلى أيّ حدّ تنطق صديقتي بالحقيقة، ولا يمكنني إنكار معاناتها وعدتها أن أوصل رسالتها، وما لفت نظري في الرّسالة، وهو الأهم:
"هل يمكن أن يكون سويّاً ذلك الرّجل الذي دخل السّجن، وتعاطف مع الثّورة، وعند أوّل فرصة فتش عن ملذاته، ونسي معاناة أسرته بل وحتى نسي رفاقه؟ "
تعيش صاحبة الرّسالة هي وابنتها الصغيرة مع عائلتها، بينما هرب زوجها وصديقه إلى دولة أوروبية ، وهنا تكمن المشكلة حيث أنّه يقول لها: أنه لازال يعيش في الكامب، وأنّه مخلص لها، وليس مثل صديقه الخائن لزوجته، وأولاده. أرسل صديقه إلى زوجته أيضاً يقول عن صديقه بأنّه منحلّ و كاذب، و ليس مثله،و يعيش مع امرأة تعاني أزمة سن اليأس، يستغلّها، يعتني بكلبها، وحياتها العاطفيّة ، .التقت الصّديقتان اللتان تقيمان في تركيا بانتظار لمّ الشّمل، وبعد حوار امتدحت كلّ واحدة زوجها، كان لا بدّ أن يكشف السّر.
تقول:
" اتفقت مع صديقتي على تجاهل أمر أزواجنا،إلى أن يتمّ لمّ شمل، وعندها لكلّ حادث حديث"
قلت: رأيت الكثير من النّساء فعلن مافعل زوجك.
تبادر إلى ذهني ماحدّثني به رجل مسنّ يعيش في البناء الذي أعيش فيه. رجل ألماني تجاوز التّسعين عاماً. تزوج من زوجته السّويدية عندما كان في العشرين، ولحق بها، توفيت منذ ثلاثين عاماً، سألته: لماذا لم تتزوج؟
"لم أكن أستطيع أن أنسى أنّها ساعدتني في الخروج من القاع. هي حيّة تعيش معي"
يمارس حياته بشكل طبيعي، يقرأ الصحف، أحياناً أراه يمشي في الطريق الذي أمارس فيه رياضتي الصّباحية. من قال أن أوربا تفسد الإنسان؟ لا تغير الأماكن البشر.
وعلى لسان تلك المرأة
أقول لك حبيبي: لا تفسد ودّنا، طالما عشنا على الحلوّ والمرّ، كنت لك ستراً وغطاء، صبرت على أنانيتك إلى أن وصلت إلى مكان تعتقد أنّه "النّجاح" وتدير الأن ظهرك لي. أعطيك فرصة للتّصحيح، وإن لم تفعل. سأبحث عن نفسي، وأقلب حياتك جحيماً،كما جعلتني أذرف الدموع لأنّني قدمت دعمي لك. هل وصلتك رسالتي؟
"من عذابات زوجات سوريين ثاروا على الظّلم مع أنّهم ظالمون"
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |