وليش بدنا نحكي، مابقا عنا حكي

مين الصّح، ومين الغلط؟

المسألة مانها بنت اليوم، بتذكروا كيف كنّا قبل؟

كنّا متل اليوم، ويمكن اليوم في ناس تعلّمت درس بالحبّ، وفي أجيال مابقا تنظر للعالم متلنا. في شي جديد ع ميصير، بس الموجة آخدتنا، وما في فرق بين اللي حكمنا، واللي بدو يحكمنا.

المسألة موبنت اليوم. كان في ناس عايشة من قلّة الموت، وناس بتترزّق ع الحكي، قبل كم يوم كان ابن العمّو آخد منصب بالبلد. بيت وسيارة، ومعيشة كافية، ونحنا نقول يارب: كأنو نحنا لا درسنا، ولا تعبنا، بلكي العذر فينا وبعقلنا،عايشين وموعايشين. بالزور منحصل ربطة خبز، لو كان يارب ترحمنا، مابقا عنّا صبر. يارب سامحنا.

هتفوا للحرّية قلنا: هه. أجا وقتنا، رح نعلّم النّاس المحبّة، وناخد حقنا بالحياة. قام انقتلنا، ورجع ابن العمّو اللي كان بمنصبو هونيك، ترّفع وصار منصبو أعلى هون، كلو بالحكي الفاضي. موهيك كان أملنا. كأنوالحكي بيفيد مرات إلون، وإلنا بس بيقلب مواجعنا، ويعني مافرقت، مبارح متل اليوم ، واليوم متل بكرا ..

الحكي يخليك تعيش وين مارحت ع حساب العمّو، والكلّ ثوري ياعمّو

بس نحنا اللي خسرنا عمرنا، صرنا بدروة الحيطان، وين مانروح لا حقينا

بدون يجيبوا أجلنا.

ياعيون أمّك أنا ماني ثورية، دايره ع ربطة خبز، لمّا وقع عليّ الظّلم كنت أنتَ تقول بالظّلم شّعر،بتذكر يوم أنا وأنت اختلفنا؟

قلت: وين الفقر ببلدنا؟

عرفت أنو الحديث عقيم.سكتت، درت ضهري : فرقني حبيبي، ماني فاضية.تراني تعبت من شوفتك، حلك تحلّ عنّي.

مافي حدا تغير. نفس الحكي، ونفس الجنون، بس حطينا حطا واحد نلحقو ولو ع القبر، ونفصفص عضامو، ولما واحد يقول الله يرحمو، في مية واحد بيقولو: بالعكس. كان خاين للوطن. ياخيّ حلوا عن ربنا.الثّورة عنا حبّ وتسامح، وعندكم هي خداع بس ترانا ما انخدعنا

عم تسألوا نحنا مع مين؟

طبعاً مع أهلنا اللي ضايعين، النص هون، والنّص هونيك، واحد قاتل، والتاني مقتول، أنتو كنتو سبب جهلنا

أنتي مثلاً: تشتمي هاد، وتنبشي بسيرة هداك. شو تضررتي من قبل؟

كنتِ من قبل عايشة ع الكلام كان وضعك منيح، وصرتِ تحكي نفس الكلام بس غيّرت المكان، وهلق وضعك بالسما. حياة، وحب وسفر، ومنطحة، مومتلنا.

بتضربي وطنيات ع اكتافنا. نحنا اللي بعنا كل شي منشان نهرب من أمثالك، لحقتينا، وليل نهار بتزاودي علينا. افرقينا بيكفينا اللي فينا

وأنتَ كنت قاضي النّسوان، وكان عندك بنايات. لا تقول من راتبك ها. بزعل منك. هلق إلك مركز بتقبض أكتر من أول، وأنتّ، وأنتِ، وأنتو، وين كنّا وين صرنا.

بدك ياني أحكي معك عن داعش؟

داعش حبيبي هي أمّك. هي اللي ربتك

اسمحلي أحكي عنّك، كلكون قطّاعين روس ،بتقطعوا مرّة باسم الدين، ومرة باسم الوطن، وعلى طول أنتو الصح ونحنا الغلط

بدك ياني أحكي عالاسلام؟

ليش؟

موقبل يومين كنت تقول بالإسلام نصرنا؟

مصيبتنا كبيرة. أنتو تعلمتوا اللتّ ونحنا تعلّمنا الموت. بس سورية موأنتو. سورية لكل واحد بقي بحقلو يحاول يحرثو، ولكل أمّ زرعت وردة بهالأرض، بتبكي كل يوم على ولادها اللي سافروا، أو اللي نزرعوا تحت التراب، ولما بتسمع حكيكون بتقول: معليش يابعد عيني نام بها الأرض. رح يجي يوم إلك، والأجيال بتذكرك.

كلّ الأمهات اللي زرعو ولادون هون يندبوا موشايفينكون ولا سامعينكون، بيعز عليون النّوم ، وبيرتموا عقبور ولادون كلّ يوم، وما رح يسمعو سوالفكم. تراهم مانون بواردكم .

اسمعوهم يغنوا مع ولادهم اللي انزرعو هون، والعتابا تبكّيهم، وعمرون صار عند القبر.

عتابا وكلّ حكايتي معكم عِتابا

هجرني النوم والدهر عتى با

عبالي دق بوابكم، وبوّس اعتابا

وماضل متل الغريبة ع الابواب

وللحوار بقية. ..