تجلّي
خاص ألف
2014-09-08
أضناني الليل، خلّف في قلبي شجون، طرقت أبوابه السّبعة علّها تأوي جسدي المرتجف من برد السنين، لا حرّاس على البّوابات، أوصدوها وناموا، عيني لا تنام، ترى عن بعد ألف يوم، رأت عيني مارأت، بكت مابكت، ثمّ سحبتني من صحوتي إلى السّماء كي أجرّب الصّعود.
ما أصعب الصّعود!
أختنق مع كلّ تنهيدة، أصبح بلا وزن، لا أشعر بالقدر، يأخذني أخذاً مريراً، يمرّ من بين أصابعي سيرة مصنوعة من القنّب، والصّوان.
بينما كنت أمرّ بين النّجوم، وأحاذر أن أصطدم بأحدها، رأيت تلك الرّسوم السّورياليّة التي صنعت الفنّ الذي لايمتّ لي بصلة، عندما رأيت رسماً خطوطه غير مفهومة الجهات،ألوانه من لون الضباب، رأيت داخل الخطوط سريري الذي كانت تهزّه أمي، وبعض دندناتها التي اقتلعتها من فم الزمان، كفني وأنا أخرج رأسي منه، أنظر: لاشيء يستحقّ، الموت جزء من الحياة، بل هو الجزء الأسهل.
أضنتني الوحدة اليوم، جلست قرب كرسي الرّب، انتظرت أن ينهي كلامه مع الملائكة ، لم ينته من الحديث، ولم يكن لي الصّبر على الاستمرار، كان الحديث مملاً ، وضعت ثيابي في فمي استعداداً للهرب، سمعت صوتاً: "إلى أين"؟َ
ارتجفتُ، انكمشتُ على نفسي أصبحت بحجم قبضة اليد. رفعني إلى أعلى، علّمني كيف أقضي على تلك العذابات،الآن أصبحت أخرى، لا أشعر بالكثير من المتاعب: الغربة، الحنين، الوحدة، وألم السنين،اختفت عندي كلّ المشاعر، لم يبق في رأسي سوى الصنين.
أضناني اليوم البكاء، صنعت لدمعي سداً، أوّفرة لآيّام الجفاف، أخشى على ذلك النّبع الذي يعمدّني في الليالي من الزّوال، لم أرتو بعد، لا زال الدّمع يغسلني في الليل، والفجر، وعلى مدار العمر، يرحل بي إلى التّراب، يعيدني إلى أغان لم أسمعها إلا في ثنايا العذاب. ويسيل دمعي كالمزراب.
أضناني اليوم قيام الليل، كلّما أجهشت بالدعاء، قفز في وجهي رسم رجل أبطل الصّلاة، بقيت أنتظر حتى نسيت أن النّهار يحلّ أحياناً، لم أزل على سجادتي في الخفاء، أطرافي تيبّست، فلا أنا قادرة على رؤية النّهار، ولا على المسير في طرقات الليل.
أضناني اليوم الضجيج، حبيب الأمس لايعرف من أكون، يتاجر بأفكاري،
صوري، ومقتنيات ذهني، يستعملني صِنّارة صيد، أرى صورتي تفحمت في قلبه، ونبتت صورة أخرى: امرأة تعد له النّقود.
نظرتِ المرأة إليّ بود: لم تعد تلك المهنة العريقة مقصورة على بيع أجساد النّساء، لاذنب لي فيما فعل. هو الذي عرض، وأنا اشتريت، لا تحزني. هو ليس من طينتك، فقط أنا من يسيّر الكلاب الشّاردة كي يعضّوا على جيوب من يسمعوان لديه رنين المال. .
أضناني الرّحيل، خفت أن تنزف سيرتي على الطرقات ، ويهتزّ لي آخر جفن، وأنا متلّبسة بالحبّ، فيحلّ عليّ غضب الأرض والسّماء. . .
مطلوب منّي أن أصبح قرباناً كي يرضى عنّي الإله.
أن ينزف جسد أنثى على الملأ كي ترتوي شهوة الرّجال
وأن أتكوّر في عباءة الخوف
أقبل يد قاتلي:
اغفر لي ياوليّ الرّحمن
أقبلُ أن أكون جارية لك، فما زدت على قلبي حزناً
يبتسم وهو يصرخ مستلاً سيف الله:" باسم الرّحمن"
رفعت إشارة التّوبة قبل أن تنزف روحي من هذا الزّمان
هللوا للنّصر لأنّ سبابتي ارتفعت:
"علّمناها الأيمان"
وعدوا أن يغفروا لي ربما "خطيئتي"، هم وكلاء الرّب في كلّ الأزمان.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |