وقفة مع ذاتي
خاص ألف
2014-09-15
لاخيارات كثيرة أمامي. منقادة إلى نداءات لا أعرف مصدرها تتّخذ القرارعنّي، أوقّع على ذيله، أكتشف لاحقاً أن أحداً قد فعلها غيري، لا يمكنني أن أندم، فقط أعاتبها:
هل كان هذا وقته؟
ترفع كتفيها، وتمشي
عندما قدمت استقالتي من العمل قبل أكثر من عام. كنت بأمسّ الحاجة لذلك العمل، لم أستطع منعها من اتخاذ القرار، كانت النتيجة بعض أيّام التّقشف،وشدّ الحزام على الخصر حتى يطبق على ذاته، رغم ذلك أقنعتني بصحة خياراها ذلك، لم تهتمّ لأمري عندما كنت أتكوّر على سريري كالرّضيع، كانت بين الفينة والأخرى ترمقني بنظرة شذر، تسألني أن أنهض. أجيب بتراخ:
مصابة برهاب الخوف من الحياة.لاتقربيني بعد الآن. ..
انتهى زمن الخوف، هكذا قالت
أردتُ أن أصدّقها نظرتُ إلى وجهي في المرآة،رأيت عليه رسم خوف كبير. هذه لست أنا،لا يمكن أن أكون قد بلغت أرذل العمر، ومنذ لحظات كان الربع يتهامسون حول مجيئي لى الحياة:" أنثى، أنثى" ،وأمي تشعر بالهزيمة لآنّها أنجبتني.
من عادتي أن أتوارى عن الأنظار، ربما الزمن يجعلني أتوارى عن الأشياء أيضاً،ليس من الضروري أن أصدّق حديث المرآة، وضعت المرآة على قفاها إلى حين، كي أتحرّر من شعورها بي، نظرت ثانية ، ولم أر أيّة تفاصيل
ضحكت منّها: لن تستطيعين المسّ بي بعد اليوم،لن أغادر الشّباب
الخوف من كلّ الأشياء، والتواري عن الأنظار هو طبع ذاتي أيضاً، تفعل فعلتها، وبعدها تجاملني: لا تقلقي. كوني أعمق، التّواري مثل الحبّ، يترك الفرصة أمام الآخر لتلافي صفاقته.
في مرحلة من الحديث تمسك كتفي: توقفني كفى أسهبت كثيراً .
لاتتحدثي عن الأموات، كلّهم ضحيّة.
أقفل فمي، تأتي العتابات تطلب التّفسير، تتهمني بالتّقصير، وأكاد أنطق لولا أنّها تتولى زمام الحديث:
" كلّهم رحلوا إلى السّماء"
تذوب ساعات الزمن في فنجان قهوتي، أحتمي بجسدي المرتجف
أنحني أمام الوقت، أتخاطر مع الإله، ويأتي إلى فراشي، محمّلاً بالورود
، يرغب في المصالحة، يريد أن أستضيفه، تنبطح أمامه، تعلن الحرب، ينسحب، يلوّح لها مهدّداً، وتكون قد رحلت إلى السّبات.
إنّي حاضرة الأن، وبكلّ قواي العقليّة والجسدية. أجيبي:
ماذا أريد من الحياة؟
تجيب بلا تردد: بعض الأشياء التي تجعلك تبتسمين عندما يحلّ القضاء
لا أرغب في تلك الحقوق. مللت الصّراع
ترميني في المعارك دون إذن. تصفّق لي عندما يحضرني البكاء، وتبكي عندما ترى أن لدي بعض المتعة، والراحة، والقليل من الاسترخاء.
منذ لحظة طلبت منها أن تضع على عينيّ عصابة، تقودني حيثما شاءت
وقبل أن أبدأ بالمسير خلفها بدأت ترشقني بالسّهام ، تطلب مني أن أفتح عينيّ كي أرى من أين يأتي هذا القصف، والقذف، ولما لم أتجاوب. غادرتني، وأنا في منتصف الحياة
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |