مع أنشتاين"2"
خاص ألف
2014-09-29
حبيبي. عد إلى جسدك، ماعاد لي صبر على الانتظار. أرسلتني إلى جسدي، بقيت وحيدة في دورة الزمن المجنون. أردت الاحتماء بك من القهر، لا حيلة لي على الصّبر. إنّي أبكي. أبكي على كلّ الأشياء، وكل الأشخاص، وفي صدري نافورة نواح. دعني أعيش الواقع، أشتم، أصرخ علّ شيئاً من هذا الضجيج في رأسي ينتهي.
تعالي إليّ. اخلعي قميصك، حلّقي، لا داعي أن تكرّري الأشياء. هكذا أنت منذ أجيال. تحملين أكياساً من الأثقال. ارميها.لن تستطيعي السير وأنت تحملينها.
كأنّني أكرّر نفسي في كلّ زمن أعيشه، رأيت ذلك الشاب الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأمّه تقبّله قبلة الوداع الأخير، رأيته في زمن آخر مذبوحاً بنفس الطريقة، وأمّه تقبّله أيضاً بنفس الطريقة ، عاد ثانيّة ضمن دائرة الزّمن ، وتكرّر كلّ شيء معه .
كلّ الذين أراهم أتوا من زمني.
تلك المومس هناك، والتي تمشي على رؤوس أصابع قدميها، تختبئ في زاوية مظلمة ، هي نفسها تلك المرأة التي خانني حبيبي معها قبل ثلاثة أجيال، وهاهو قادم إليها ثانيّة ، مع أنه أتى إليّ البارحة وتناولنا طعام العشاء، أسمعني كلمات غزل أحبّها، صمتّ، تمنيّت أن تستمر اللحظة، إنّه يلقاها الأن في تلك الزّاوية المظلمة. هو نفسه حبيبي، وهي نفسها التي جعلتني أطرده من الجنّة عندما كنت ربّة الحياة.
دعنا من أمرهما، كلّي معك الآن، ذبذبات جسدينا متناغمة ، دعنا نتحدث عن الزمن قبل أن تتغيّر أمزجتنا فننسف كل مابنيناه من علم أو خيال.
أتدري؟
أصبحت مثلك مولعة بتلك الرّحلات الزّمنية، أرى مالا يراه النّاس، كان علينا أن نلتقي من قبل لنفسر سرّ الزمن، ولو أنني حتى اليوم أعتبر كلّ ماتتحدث عنه هو ضرب من الخيال.
يخيّل لي: -وقد يكون الأمر حقيقة- أنّني مرّرت قبل قليل قرب ساعة ضخمة لم أشاهدها ، ولم أسمع دقاتها فإذ بها تعمل على نبض قلبي،سمعت الدقات تتسارع، أتت آلة الزمن بالزمن الآخر، التقى الزمنان في ثانية ، حلّ بنا اليأس ولم نستطع فعل شيء في أيّ زمن مع أنّه كان لدينا القدرة أن نفعل أشياء كثيرة في ا لأزمان العشرة الأخيرة.
لماذا لم ألتق بك في زمني؟
لو التقينا، لكنّا عملنا محطّة مسافرين عبر الأزمان، وربحنا المال الكثير.
أنشتاين. أيها الغبي!
رائحة جواربك تقتلني، كأنّك لم تبدلهما منذ ألف عام .
يالك من ذكيّة!
تحكمين على الأمور من صبيان أفكارك، كم مرّة قلت لك أنّني عار من جسدي. أحبّك هكذا تستفزيّن أعماقي. أنت فعلاً تكرّرين نفسك، لم تتغيّري
لحظة من فضلك. أسمع أحداً يكلمني.
من الذي يتكلم؟
هذا أنت؟
اغرب عن وجهي، أنت مطرود من جنّتي. عد إلى تلك المومس تنتظرك.
أين أنت يا أنشتاين؟ منذ اليوم سأجعلك حبيبي. . .
أرجوكِ. لا تفعليها،أخاف أن أحبّ أمثالك،أنت مرعبة في الحبّ، تقرئين الأفكار لمئة سنة ضوئية. لا . لا. دعينا من الحبّ لا يناسب العارين من أجسادهم، تعالي نراقب الشّفق،
انظري إلى بعض النّاس يسرعون في الهبوط إلى الأسفل ، ومع سرعتهم القادمة من الأعلى تزداد سرعة مرور الزمن، مع ذلك يأتون ويسترخون في ظلّ الأشجار.
أسمع عزفاً على الأوتار, أنظر إلى الأعلى أراه على بعد ألف سنة ضوئية يكمل نظريتي حول " كل شيء" " الكون عزف موسيقا ليس إلا"
من الممكن معرفة هذا الكون من خلال معرفة الأوتار ونغماتها، الكون يشبه الغيتار، يعطينا نغمات مختلفة
دعني أسمع ذلك العزف، ونلتقي فيما بعد قرب ثقب أسود
من مذكراتي مع أنشتاين
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |