ارتحال
خاص ألف
2014-10-13
كأنّني قادمة من عالم آخر نسيت مع الزمن مكانه. هذه الأرض تحاصر ماتبقى لدي من روح.
في الصباح أسمع نداء قادم من مكان ما، أتبعه،صوته يأتي إلى مسمعي من عدة جهات، ألتفت إلى الطريق أمامي، أشبه بالمتاهة، هو ليس طريقاً واحداً. عدة طرق عليّ اختيار أحدها. أترك لنفسي الحريّة في الاختيار، أختار الطريق الأطول وفق ظنّي، أسميه طريق الرّب .
في طريق الرّب حفيف الأشجار العالية يعانق النّسيم،أضيع فيه مع ذاتي المغرقة بأنانية العشق، وحبّ الحياة ،أهيم في وادٍ مليء بأنفاس الجمال، ولا يخرج الجنيّ من داخلي، فقط أشعر بالامتنان لوجودي على قيد الحياة كي أعبّ من هذا الجمال، تسمو روحي، تتوحد مع الإله، أمتلئ حباً، أعود وطعم الدّنيا لازال عالقاً على شفتيّ. ليت المسير لا ينتهي!
تأخذني المتاهة إلى طريق أعرفه: "طريق التّفاح" هو مجرد اسم لطريق قريب من منزلي أطلقته عليه لأنّ أغصان التّفاح المليئة بالعناقيد تتدلى على طرفي الطريق، والبيوت ليس لها أسوار، ولا أبواب. عندما أقوم بالتّأمل صباحاً. أذهب لأسرق بضع تفاحات أزيّن فيها طاولة السّفرة علّ ضيفاً يأتي لزيارتي ، التّفاح هنا ملوّح الخدّ، يضيف إلى طاولتي الجرداء بعض الجمال.
أرى نفسي فجأة في طريق الآخرة الذي هو الأجمل، يشبه طريق الجنة ، الوصول إليه مخيف، التّلال حوله مليئة بالعشب الكثيف و الرطوبة، أعتقد أنّ الثعابين تحرسه، رأيت اثنين منهما يلتفان على بعضهما وسط الشّارع، مصممة على الولوج فيه، وفي كل مرّة أتقدّم إلى الأمام بضع خطوات، وكلّما مشيت خطوة تخيّلت أنّ أمامي هوّة كبيرة، أعود أدراجي، وأقرّر عدم الذهاب إليه، سرعان ما أنسى وأعود. . .
تبعت النداءات، وصلت إلى مكان أشبه بالحلم
لا أعرف كيف وصلت إلى هذا المكان. عندما أرغب بالسّفر إلى مكان يلحّ عليّ ، أضيّع العنوان، في هذه المرّة بالذّات أضعت عدّة عناوين لي كنت سأختار السّفر إلى إحداها.حجزت تذكرة للسّفر، لم أتأكد إلى أي عنوان توصلني.
على لائحة انتظار طويلة أبحث عن اسمي بين المسافرين، ليس لي اسم، بيدي تذكرة مدفوعة الثمن،يرفضون حتى النّظر إليها يتدافعون يصعد الجميع، وأبقى أنتظر الحافلة التي تليها، يرحل النّهار، يشتّتني الانتظار . أجمع بعضي، وأركن في زاوية الليل أفكّر بكَ، تحاصرني الأسئلة القادمة من عوالم مختلفة، أقع في دوّامة الحيرة،وتأتي تعليماتك المقدّسة،و لا أجوبة لدي. كلّ العناوين تختفي، ويبقى صوتك يلاحقني، أهرب من الصّوت،أقذف بكلّ ما قيدتني به، تلحّ عليّ ترغب في اللحاق بي.
لستُ مجبرة على الرّد. تريد أن تُفهمني أمراً. تتحدّث عن أسلوب حياتك،عن طريقتك المميّزة في الدهاء،تتطفّل على سيرتي الذّاتيّة ،تحشر نفسك فيها، وتغيّرها، تطلب منّي ّأن أتبنى سيرة لا تخصّني. . .
تمطر الأشجار رذاذاً من المطرمحمولاً على ظهر أوراق صفر، لا زلت في قلب المتاهة أتبع النداء، أنسى أنّني قدمت من أجل رحلة ما، يبهرني رقص الأوراق الصفر. ياللجمال!
أخلع حذائي، أسابق الأوراق في طريق لا أعرفه، نقف أحياناً على زاوية طريق. نرقص معاً رقصة الانتهاء، ثمّ نكمل المسير معاً إلى أن تهدأ الرّيح، نستسلم للسقوط ، وتنتهي سيرتنا لتبدأ سيرة الشّتاء. . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |