متلازمة "سوري"
خاص ألف
2014-10-20
كان واقفاً أمام باب مكتبه. قلت له وأنا مستعجلة: "شلونك"
أجاب:لوني أسود كما ترين.
هى عو أحد أصدقائي الأفارقة. ابتسمت وأنا أريد المضيّ في طريقي، لكنّه دعاني إلى شرب فنجان قهوة، ثم تراجع على الفور: آسف أعرف أّنك لن تلبي دعوتي، فما أنا سوبد. هكذا تقولون عنّا.
نظرت إليه باستغراب: ولم لا ألبيها؟ فأنت من يدفع الثمن.
كانت العاشرة صباحاً، والطّقس لا بأس به. جلسنا على رصيف المقهى القريب.
دخلنا في حديث ساخر. قال لي: البعض عندهم متلازمة سندريلا، أو سالي، أو متلازمة سوري . أبناء الدّول الاشتراكية السّابقة لديهم متلازمة ساندريلا. لكنّهم يقبلون الاختلاف في اللون على الأقل، بينما السّوريين يتعالون على الآخرين ويصنّفونهم ضمن ترتيبات من ابتكارهم، عندما يتحدثون عن حياتهم تتساءل: ألم يسمعوا بذلك الدمار والقتل في بلدهم؟ هي متلازمة " سوري" التي يطلقها البعض عليهم هنا.
أجبته:
قد يكون البعض عاش عيشة رغيدة.
وماذا عنكِ؟
أنا يا أستاذي الكريم كنت على أبواب الله لا أملك سوى شهادة جامعيّة بائسة لم تحمني من برد أو جوع.
لا شكّ أنّك تمزحين.مظهرك يبدو أنّك على قدر من الثّروة. . .
لا يغرّنك المظهر!
كنت أتهرب من الحديث، لكنّه أكمل:
لم أر سوريا لم يقل أنّه كان يملك فنادق وشركات، وبين كل جملة وأخرى يقول: نحن السّوريين
غاب قليلاً
جلب لي باقة ياسمين فيها ثلاثة عروق.
في كلّ مكان يوجد هذا الجاسمين، ثم إنّ أفريقيا التي هي مهد الحضارة يتّمتنا، وجعلتنا بنظر السّوري عبيداً.على كلّ أنا أحبّ الجاسمين، وأعرف أنّك تحبينه.
ألا ترى أنّك تبالغ حول السّوريين، فهم في النهاية شعب مظلوم؟
ضحك مقهقها: وهل نحن شعب لديه عدالة.أردت أن أستفزّ هدوءك علك تخرجين بشتيمة، ولم أنجح.
صحيح أنّ السّوريون يبالغون في الحديث عن غناهم وأملاكهم، لكنّهم بمجرّد أن ينهوا هذه الحيثيّة يصبحون أشخاصاً عاديين, يأتي إليّ الكثير منهم يطلبون عملاً، وأساعدهم.
علينا أن نغادر فقد جلسنا مدة طويلة
لكِ عندي مفاجأة، فتح باب سيارته. ذهبنا معاً إلى وسط المدينة، دخلنا إلى مكتب محامي. عرّفني عليه، وقال له: هذه هي المحامي السّوريّة التي حدثتك عنها.
أهلاً بكِ. مكتبي مفتوح لك
انكمشت عل نفسي كالفأر، جلست كتلميذ مهذب، وذاكرتي تحاول التّماسك كي لا تبكي. لم أتعوّد على التّكريم، أستحقه هذا ماقلته لنفسي، وبدأت أتحدّث مع تأتأة وفأفأة بسيطة ، كانت المرّة الأولى التي أتحدث بها منذ عامين، وعاد النطق إليّ. . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |