Alef Logo
يوميات
              

سلطان النّوم

ناديا خلوف

خاص ألف

2014-11-24

يغطّون في نوم عميق، ترتسم الابتسامة على وجوههم، ترّف جفونهم، يستيقظون في الصّباح وإشارات الحياة مرسومة على جباههم، يبدون كالشّمس الشارقة.

الأطفال الذين يلونون الحياة كبروا مع أوّل صرخة ألم.

خائفون، مذعورون، يستيقظون وعلى وجوههم علامات الأسى.

كان النوم صديقي على مدى عقود، يسحبني من أجمل الجلسات، ويطرحني على سريري، ولا أهتمّ إن كانت وسادتي من قشّ أو حجر.

لماذا أحبّ النوم؟

أبحث عن الأحلام، في الصّباح أفسّر ذلك الحلم البعيد، أعطيه من ألوان الزهور.

أغادر إلى عوالم أخرى في المجرة، وتسبح روحي بين النّجوم

من أجل الأحلام التي أعتقد أنّها قيد التّحقيق، كي أضيف لها الخاتمة،

ومن أجل أن أكتب مذكراتي عن يوم من الحياة على لوح ذاكرتي.

لم يعد لي لوح ذاكرة. قضى في ظلمة الليل تحت وقع الرّيح، وصوت الموت، وصراخ النساء.

يسكن جسدي عالم من الحطام يزيح السلطان عن عرشه، يعانقني في الليل، وفي النهار.

ضجيج يرتفع في رأسي ينذر بنوبات فزع.

وهن في أناملي، يجعل أسنان قلمي تصطكّ.

ليل بارد مشتعل، يمرّ عبر أسلاكي، على نوبات باردة ساخنة.

أرى جهنّم جاثمة على طريق الحبّ والسّلام في الخارطة التي في يدي.

منذ أيام استدرجت سلطان النّوم بذكاء، أغلقت نوافذي، أطفأت الأنوار، توضّأت بالأماني، شعرت بالنّعاس، ابتسمت لأنّ بعضاً مني عاد لي، بعد ساعات سمعته يقهقه بعيداً. كنت واهمة حول ذكائي .

لم أعد أسدل ستائر غرفة النوم، فهناك أشياء طائرة تمرّ قرب نافذتي، تحدثني كي لا يحاصرني الظّلام، ولم أكن أرغب به ليلة أمس

لدي ألم مجهول في أماكن مجهولة من أمر لا أعرفه، وكعادتي ذهبت أحتمي بالنوم حضنت الوسادة، تكورت حولها، نسيت نفسي ضمن عالم التّوحد والاكتئاب.

ليلة أمس رأيت أبي، وأمي.

رأيت حقلنا، وساقية الماء.

كلبنا بيوض

والعصافير على أشجار التين.

كنت أسير قرب دوالي العنب

أفعى تلتف على الأغصان، وأبي يراقبها.

يصرخ بي لا تمسكي ذلك الغصن.

هو أفعى.

رنّ جرس الباب، أيقظني.

سمعت سلطان النوم يقول:

اتركي لي حريتي كي أزورك.

لن تتمكني من استدراجي. آتي بملء إرادتي.

أين أنت يا ملاكي؟

تعال. أتوق إلى عناقك لساعات، وليس للحظات.

لم يعد لدي أحلام أهديها لك.

فتّحت عينّي بتثاقل، ويديّ تبحثان عنه.

لا شيء قربي، لا جرس يرّن، ولا حتى أفعى، ولا زال الليل في أوّله.

قد أطلب تغيير سلطان نومي.

لم يعد يقوم بوظيفته على ما يرام. . .




































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow