تمجيد الفقر، وتبرير القتل
خاص ألف
2014-12-24
من حقّ الشّعب السّوري أن يطلب الحماية من القتل، ومن الفقر،
و من النّصيحة أيضاً .
عندما ينصّب المتعالون أنفسهم حكماء عن طريق أيّة وسيلة إعلامية، حتى ولو بحديث على ناصية شارع. يتوجهون بالنّصيحة للآخرين الذين لا يفهون كيف يديرون حياتهم مثلهم، ينظرون لأنفسهم بمنظار العظمة، ويستشهدون بكلام كبير لا ندرك معناه.
قد تكون نصيحتهم بشكل غير مباشر على لسان مشاهير في العلم أو الأدب، ولا يكفّون عن صفعنا بواسطتهم، يحولونهم إلى أصنام كي ننفر منهم، أو يفرضون علينا ألوانهم في الأدب والفن.
يسافرون، يهاجرون، يغتنون، يركضون وراء مصالح صغيرة،ويرسلون لنا سيرهم الذاتية منافية للواقع، وسيرة أولادهم أيضاً بشكل يستفزّ مشاعرنا، ويجعل لدينا الرّغبة في تكذيبهم، وتعريتهم.
نحن خونة لو حاولنا كسب عيشنا بأيّة طريقة. خونة في الداخل والخارج، مكتوب علينا أن ننظر إليهم بعين العظمة بينما الجوع يأكلنا.
ليس النّظام، وليس الحكّام من يقول هذا. نحن نقدّم لهم ثقافتنا كبديل عن البشر " الذين يستحقّون الفقر، ولا يستحقّون الحياة الكريمة "
في الكثير من الأسر السّورية يوجد هذا المتفوّق الذي يوجه النصيحة يميناً، ويساراً كي يبقى مميّزاً، ولكلّ أسرة فرد يتباهى بحكمته، يتجشأ حتى على أمه وأبيه، وله أقلام تمجدّه، وتشدّ على يده كي يشجع على التّشبث بالفقر، وبالموت أيضاً.
تحت مقولة "الوطن" يبقى الفقراء هم الحطب، وتحت مقولة السلام ، والعدل ، أو حقوق الله يجري تمجيد القتل، ويكون منطق التبرير هو السّائد .
هل علينا أن نقتل حتى نصل إلى أهدافنا النبيلة؟
وهل الإنسان قاتل بطبيعته؟
وهل الغاية" النبيلة" التي نقتل الآخر من أجلها يمكن أن تتحقّق في المستقبل بعد أن بتنا لا نعرف القاتل من المقتول؟
لدينا أناس يُقتلون على حين غرّة دون انتماء، وأناس تصلح لكلّ الأزمة والأمكنة، ثائرة ، عاقلة، غنيّة، متفائلة يليق بها الوطن، ويعطيها من دماء الفقراء.
لدينا تاريخ حافل بالمزايدة، والنفاق، نكتب عن الحبّ عندما يجب أن نكتب عن المعاناة، ونكتب عن الوطن حينما نمجدّ الحاكم.
نسحب القضايا من فوق أضرحة الشّهداء، ونصبح نحن الأصل، وهم الاستثناء. نصف الأموات ممن نعتبرهم أعداءنا بأسوأ الصفات دون النّظر إلى قيمة الإنسان.
لدينا طواطم في كلّ مجالات الحياة. نسمع نفس الأغاني. نقرأ نفس الكتب، نتحدث عن البطولة، والفداء، لكنّنا نحمل سلاحنا على كتفنا نرمي به خصمنا حتى لو رفع إشارة استسلام.
نعيش الخوف من السّلطة، من المعارضة، من جيراننا، من المليشيا، فلا نعرف بأيّ يد نموت، وبمن تلصق تهمة قتلنا، وربما سار القاتل على رأس الجنازة، وألقى كلمة أهل الفقيد أيضاً ونحن نسمعه، ولا يمكننا القيام، فقد أحكم الكفن على عنقنا، وفرغت له السّاحات.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |