" البطل"
2014-12-30
الذين يأخذون دور البطولة على مسرح الحياة قد يقتلون، أو يهزمون.
البطل هو كالفنان، والشاعر. يولد بطلاً، عندما تنضج الظروف حوله يستلم دور البطولة.
الأبطال الحقيقيون في الحياة صامتون، لا تنالهم الشّهرة حتى بعد موتهم.
في داخل أغلبنا أبطال لا يعبؤون بالموت، يندمون على دور البطولة أحياناً لأنها كتبت باسم شخص آخر، يتراجعون، ويهزمون، وبدلاً من أن يقتلوا بسيف الغدر ينتحرون، ويتلاشون. هذا هو الفرق بين البطل والإنسان العادي. البطل لا يتراجع، ولا ينظر إلى مكانته في عيون النّاس، فقد كرّس وعيه من أجل قضيّة ما، وليس احتمال الحياة، أو الموت وارداً في أدبيات حكايته الدّاخلية، هو ذاهب للموت.
قد لا يكون الموتى من العسكريين، وحتى من الذين يقودون عملاً ثورياً ينمّ عن بطولة. هم قتلوا لأنهم غير مخيّرين في الموت، إن تركوا سيقتلون، وإن استمروا فإن الاحتمال وارد أيضاً.
قد تكون بطلاً دون أن تدري.
الرّجل الذي يحارب من أجل لقمة عيش أسرته هو بطل.
المرأة التي تقود مسيرة الحياة، وتستطيع العمل من أجل وطن صغير هو " أسرتها" هي بطل.
الشّاب الذي يعمل على إحياء ذاته رغم الفقر، ويبحث عن العلم، والعمل، والثراء، يساعد بعض الذين يشبهونه فيما بعد هو بطل.
الطفل الذي يمسح دمع أخته، ويعطيها لعبته المفضلة. هو بطل.
وما أكثر الأبطال!
ينتهي دور البطولة، يهمّش الأبطال، ويصبح ذلك الأب الذي كافح على مدى دهر مثلاً غير صالح لأولاده، يقولون ذلك في حضوره:
ماذا استفدنا من قيمك؟
انظر إلى صديقك الفاشل في القيم" فلان"
استطاع من خلال التّعاون مع العسس أن يصبح غنيّاً، وتمكّن بنفوذه من جعل جميع أولاده يحملون شهادات في الطبّ تحديداً، وهم يعيشون في الغرب، والغرب يفتح لهم أبوابه. . .
وتلك المرأة يسخر البعض منها كيف لم تتمكن في شبابها من استغلال جمالها، وربما علمها للإيقاع بشريف من أشراف المدينة في أنسها، وبذلك يصبح أولادها أهمّ من أولاده، يغدق عليهم، وتحافظ هي على شبابها، لن يمانع الزوج في علاقات الصّداقة هذه لأنّها تبدأ منه، ولا تجاوز على حقّه في السّهر، والسّمر، والسّكر حتى.
ذلك الرّجل، وتلك المرأة لديهما مواهب فطرية في البطولة، أما النمط الثاني، فيحتاج لذكاء من نوع خاص، هو بيع للروح والجسد.
نحن لا نختار أن نكون أبطالاً، بل قد نرغم أنفسنا على دور البطولة لأنّه لا بديل أمامنا، وعندما نتخذ القرار، نسير دون أن نعبأ بالنتيجة.
البطولة ليست جميلة إن كانت نمط حياة، الرفاه، والسعادة، والعيش الطبيعي هو الأفضل، فليس من الجيد أن تسير إلى الموت بإرادتك، لكنّك مرغم لأنّ في داخلك بطل، ولأنّك تفعل ذلك من أجل قضيّة يحتاجها من حولك ليحققوا مالم تستطع تحقيقه.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |