امرأة من" تحصيل الحاصل"
خاص ألف
2015-02-26
ولدت امرأة كاملة ناضجة، لم أمرّ على عبارة أنثى، ولا أعرف معناها.
ذلك الشاعر الذي اعتدى على جسدي أسموه: شاعر المرأة.
وذلك الكاتب الذي ضرب امرأته البارحة إلى حد الزرقة، أسماها نوبة شعريّة لا يستطيع تفاديها عندما يمرّ بحالة حبّ لها-أعني زوجته-
ذلك البطل أحبّ ابنته الوحيدة لدرجة العبادة، نحرها قرباناً للشّرف.
وذلك الفقير سلّم ابنته إلى ذكور نفذوا فيها حد الرجم.
وذلك الماجن المتعدي على الحياة . حصدت زوجته الجوائز الكبيرة، فهي نقطة عبور هامة له، تشبه الجمارك تقصّ عند الدّخول، وعند الخروج.
عندما أصبحت امرأة في اليوم الأوّل من ولادتي، مزجت أمي حليبها بمضاد حيوي -أنتي حبّ- كي لا أعرف الرّجال، نسيتْ أن لديها مجموعة من الرّجال غير الذين تخافهم، يعيشون معها، ومخيفين أكثر من الغرباء.
قبل دقيقة سمعت عن امرأة اسمها "أنثى"، أدرت ظهري للتّسمية.
كلمات غزل ابتلعتها مع الطّعام وتسببت لي بقولنج معويّ يمنعني من النّّوم، أضع إصبعي في فمي، يخرج ما ابتلعته من وجبات العشق " الممنوع".
ماهو الحبّ الذي تتحدّث عنه أيّها الشّاعر؟
هجمة غزل شرسة على المرأة من قبل الرّجال. يريدونها امرأة للجنس، وامرأة لحلّ ميزانية الأسرة، وامرأة تسمح لهم بالتّلطي، واصطياد ماطاب ولذّ من النّساء لأنّها تؤمن بالحريّة.
حلوّا عن ظهر تلك الواقعة في عمق المصيبة، والألم.
هي لا تقرأ الكلمات المكتوبة على الرّيح، ترغب برجل حقيقي لايجيد الغزل والشّعر، يؤمن أنّه رجل قويّ خلق من أجل إسعاد من حوله، تتغبّر يداه بالأرض والحجارة، يعود في المساء وقد أرهقه التّعب، تقدم له عشاءه، ويغفو. ليس لديه وقت سوى للعمل.
المرأة لا تهتمّ برأيك السّياسي. بل كلّما أتحفتها بمناظراتك وذهنها مشغول بتأمين حليب ابنها. تنظر إليك بشذر، تردّد في قلبها: " ليأخذك الله بعنايته" ضقت ذرعاً بك. هي في النّهاية امرأة وليس الأمر مبتكراً.
حبيبي! لا تحدّثني عنك، كرّرت الحديث إلى حدّ التّخمة.
ولا تقل فيّ كلمات زائفة، نحن في النّهاية كائنات حية.
عندما تهجم علينا الغريزة نمارسها كالكلاب، والقطط والذئاب.
تسأل ماذا أريد أن تفعل؟
يمكنك أن تفعل الكثير، وبعد أن تجلب الخبز والزيتون، وتنسى أن تتابع الفضائيات، تقبل أطفالك قبلة المساء، تغطي أرواحهم الغضّة بعد النوم. لن تحتاج للتعويض عن النّقص، ولن تضطّر أن تفتح الفيسبو ك مثلاً لتكتب كلمات غزل بوهيمية. ستجدني ملتصقة بك، وتعجز عن الوصف الكلمات. نتحدث بصمت، أنا امرأة من الزّمن الغابر، أخجل من الكلمات، لو فقد الحبّ حياءه، لفقد طعمه.
لستُ امرأة مختلفة، حاولت أن أرضيك،وبما أنّ جيبي لا يسكنه المال. صنعت مستحضرات التّجميل بيديّ من الألبان، وبقايا الأجبان، لم تجلب نتيجة، تركت نفسي على سجيتي، أصبحت أشبه القادمين من البراري، أو من غابر الأزمان، أشبه ماتسميه" الوطن"، كأنني مقبرة تضجّ بالأرواح.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |