شجرة العائلة الفصل الثالث
خاص ألف
2015-03-14
1
أقف في وسط مملكة الصّمت. تتطاير الثّرثرة من حولي، من فوقي، وتحتي، أبحث عن مصدر الصّوت، ولا صوت. أتمرّغ في طحالب مستنقعات المملكة. أتحوّل إلى ضفدّع ينقّ ، وبين الفينة، والأخرى أخرج رأسي إلى السّطح كي أغادر، يعزّ عليّ الرّحيل فهنا رسمت حياتي، وذكرياتي، لكنّني وحيدة في نقّي، وفي خَلقي .
أحتاج لمن أتحدّث معه عن نفسي، يقول: ما أغباك!
يصفعني، يعلّمني أبجديّة الحياة، يبدأ معي من المهد، أضعت الماضي. كان فيه صفحتان فارغتان، والحاضر مستنقع يتطاير فوقه الذّباب.
أحلم أن أجلس إلى مكتب يجلب لي أحدهم قهوتي، أشعر مثل شعور الملوك عندما أجلس خلف كرسيّ يطعمني الخبز. هو شعور أعاتب نفسي عليه على الدّوام، فلماذا يجلب "أحدهم "قهوتي، ولماذا أشعر كالملوك؟
أحبّ أن أقدّم القهوة لأحدهم ليشعر أنّه ملك.
في أحلامي أبحث عن الخبز، وكلّما وجدّت رغيفاً. أفتح عينيّ ولا أجده.
أشعر معكَ حبيبي بالدّونيّة ، لا أدري إن أزلت حذاءك عن رأسي إن كنت أستطيع العيش. تعوّدت عليك. أعدّ الدّقائق كي تأتي، وتنهي مهمّتك في قهري كي أنصرف إلى اكتئابي، هو التّالي بعد نغماتك على صوت الحذاء.
. .
صديقتي زينب: إنّني مؤمنة بك، أرجو أن تساعدينني.
لقد نجحتِ في تسويق منتجات حمارك، ثم بدأت تستعملينه للإعلان.
لديّ مقابلة عمل" في الدّائرة العلمانية " للوطن ،ولا أعرف كيف أتصرف.
هل يمكنك القدوم معي؟
كيف يمكنني الخلاص من مروان، والاستمرار معه في نفس الوقت؟
هل لديك طريقة؟
-سآتي معك، نذهب بعد ساعة.
-هل أنجح في المسابقة؟
يقولون أنّ من يعمل معهم يفقد أشياء هامة من جسده مثل الضمير. ما هذا الهراء؟ الضمير يشبه الله لا أحد رآه، أو أمسك به، لكنّنا نؤمن بوجوده لأنّ العقل هو الذي يراه. أبحث عن عقلي ، لا أراه كما لا أرى الضّمير. كلمات أنتجتها المدنيّة، وفي بلدتي المدنيّة كفر، ومجون. الأسماء العاطفيّة لا وجود لها.
يبدو أنّ حذاء زوجي فوق رأسي.
ها قد أتت زينب.
تأخّرتِ قليلاّ.
-لا عليك. هيا بنا.
هذا هو المكتب. اربطي الحمار وادخلي معي؟
كيف أربطه، وهو يعيلني مع أسرتي؟
تفضل أنتّ أولاً يا عزيزي. أنت الأوّل في حياتي، ومن بعدك زوجي ،ثمّ الوطن.
-من الجيد أن تكون المقابلة مع أنثى.
-ماذا أرى معكما.
-هذا سعد. أسميته سعداً لأنّ بركته تحلّ في المكان الذي يذهب إليه، سلمته أسرار المهنة يدوّن كل القضايا العالقة، ويساهم في الحلّ.
-ما اسمك ؟
-زينب. اختصاصيّة في الحبّ، والسّرقة، والغنى ،والزواج. سمعت هاتفاً ينادي في الفجر: أودعت في حمارك سرّاً. لا تدعيه يرحل.
-لحظة من فضلك يا زينب. دعيني أكلّم الأمير نعسان.
-وجدّتها. نعيّنها رئيسة الدائرة الروحانية، والدينيّة.
-حلّت عليها بركتي
انتهت المقابلة. يمكنك الحضور غداً لاستلام مفاتيح مكتبك.
-أخطأت يا شمسة. كان عليّ أن لا آتي معك. يقرؤون ملامحي، يقرّرون أنّني صالحة لطبخاتهم. لن أذهب إلى تلك الوظيفة، منذ الغد سيكون لونك أبيض يا عزيزي، واسمك "بخت" كي لا يعرفون من أنا؟
-أتتك الفرصة يا زينب. لا تتركيها تهرب منك.
-لا أرغب بهذه الفرصة. هؤلاء ليس لهم أمان، أشمّ من كلامها رائحة خديعة.
يأخذون ما عندي، ويرمونني في النّار.
خلقت هكذا. أشّك بهؤلاء القوم.
. . .
أصبحت كلمة حبّ مثل شوك " القندريس" لم أستطع في حياتي أن أنزعه لآكل اللبّ.
أنا والحبّ قصّة ليس لها بداية. انتهت قبل ليلة البدء.
كنت أرغب في الزواج، ولم أكن أعرف الأخير أيضاً.
نجحت أمي في جعلي مغفّلة، في حليبها تسطيح لخلايا دماغي.
كنت أبحث عن الخبز، وحذاء أرتديه كي لا تدخل في رجلي الأشواك.
عندما رأيت الحبّ قربي. أحببته كحذاء جديد، حاورته عن الحياة كي أعيش بأمن وسلام:
لا أحبّ الفقر، بدأت للتوّ أصنع ثروة. قد أشتري حذاء بعد أيّام ،البارحة اشتريت ربطة خبز.وفي غد سأشتري بعض الدفء.
سخر من أفكاري:
وهل أحتاج لثروتك البخسة؟
سأحيطك بالحبّ وكل ما يلزم لاستمراره.
كانت رحلة عذاب. فلا أنا قادرة على المغادرة، ولا هو يفي بوعده.
من يومها وأنا قيد الانتظار.
أخطأ الحبّ في توريد صدقاته، بدل الدفء أرسل النّار، وبدل الخبز أصبحت بلا خيار.
خدعني، لا يمكنني الاستمرار، ولا العودة. أقف الآن وسط النّار.
هو ينتظر أن أردّ له الجميل لأنّه اختارني، وليس لدي خبز. حتى في الحلم لم يعد يزورني رغيف.
ومروان يرصد حركاتي.
وكلمّا حصلت على الفتات، يسرقه بأناقة فائقة.
. . .
علي دائماً أن أبتكر وسيلة للعيش.
ضاع منّي أكسير الحياة.
الأمير نعسان الضّبع. صنّع أكسير الحياة. طعمه ألذّ، أشرف على تصنيعه مجاميع من الأطباء، وضع صورهم حول غلاف المستحضر، وأنشأ شركة جميع موظفيها من " الدكاترة" أي الأطباء. يعملون مع الضّبع، يمكنهم العيش بمستوى لائق دون عمل شيء، سرقت أحد مستحضرات الأكسير، مصنوع من السّكر والشوكولا، هكذا بدا طعمه، والدكاترة عادوا إلى ربّ عملهم كي يطرحوا المنتج في السّوق، وعندما ذاق طعمه أعجبه. جميع آل الضّبع يحبون الشوكولا، والعسل.
يسرقون أعمالي، أسمائي، عناويني.
سأخفي عالمي عنهم، وأظهر بطريقتي.
فكرة التّغذية هامة.
وهي موجودة في الطبيعة.
سأستعملها كالتوابل.
أجفف خضار الصيف للشتاء، أو العكس.
البروشور:
" احذروا التوابل. فيها سمّ قاتل.
احذروا اللحوم، والبيض.
اعتمدوا على كبسولات الطّعام قبل الوجبات، تشعرون بالامتلاء.
كي تزداد شباباً.
كي تزداد سعادة.
كي تنجبي الأولاد الذكور.
كي تصبح نجم تلفزيون الواقع
اعتمد وصفتنا الطبيعية
جرّبها مرّة
وستعتمدها كلّ مرّة. منتجنا الجديد
" الزّهروم" علامة تجارية مميزة
لم أقرر بعد من أين أصنع هذا الزهروم.
الشعير متوفر.
البرسيم متوفر.
والحشائش ليست غريبة عن طعامنا نأكلها في الأسبوع خمس مرات
أبدأ بهما. أجرّب المنتج على نفسي بدون تجفيف أوّلاً.
هكذا الأمر مكلف، أجلب الحشيش، أطحن الجميع بتلك الطاحونة التي اشتريتها عندما كنت أبيع أكسير الحياة.
سنتغدى اليوم أنا وزوجي وجبة الزهروم. نضيفها إلى قائمة طعامنا.
تعال يا زوجي العزيز نتناول طعام الغداء.
-باسم الله
أنت طباخة ماهرة يا زينب. لا أحد يجيد الطبخ أكثر منك سوى أمي.
-هي أمّك موجودة في كل لمساتنا. فقط أنا من يجيد صنع الزهزوم. . .
لا أعتقد أنّه علي تجفيف المنتج. العمليّة معقّدة.
أملأ العبوات، ومباشرة إلى الطاحونة الحمراء.
صفحة جديدة من الفيس بوك.
أضع نحلة لها وجه امرأة
أضع تحت الصّورة
"من مصادر العسل الفرخ"
الزهروم
. . .
لازلت أبحث عن الكنز. خبّأته هنا.
هل أخذته زوجتي في رحلتها إلى القبر؟
لا. إن في الأمر إشكال، عليّ أن أحل هذا اللغز.
هي التي أخذته. انتقمت منًي.
سرقت منها عشر ليرات ذهبية ، غضبت يومها ، كنت متعاطفاً معها. أقسمت لها أنّني سأجد السّارق قدّمت بلاغاً للشّرطة، وسجل ضدّ مجهول.كانت غير مقتنعة بالبلاغ، تقول أنّ الحرامي هو حرامي البيت، ونظراتها تشير إليّ. انتقمت منّي، هي تتابعني بغريزتها، وتجيد اصطياد ما أفكّر به.
الكنز موجود، في البيت أو الحديقة، عرفت بعض مخابئها السّرية، وعندما كنت أعرف أنّ والدتها أعطتها مالاً من أجل فستان، أسرقه بالتّدريج، والدتها سرقت والدها، أمضت حياتها وهي تبذّر المال، وهذا لم يمنع زوجها من الزّواج. تزوج من شابة في العشرين، كان يأخذها في رحلاته إلى المحافظات، حيث يوزّع " الصّابون" على الدّكاكين. بنى مجده على ذلك، وعندما مات أتت زوجته الشّابة تطالب بحصّتها بالوراثة، لكنّه لم يكن يملك شيئاّ، فقد باع كل شيء لزوجته الأولى دون أن يدري. بصم بإبهامه على السّند وهو نائم، وبقيت والدة زوجتي طوال الليل تلحس إبهامه، وهو يستيقظ لثانيّة ، ويعود للنوم. اعتبرها ليلة حمراء.
الحمد لله أنّها ماتت –أعني زوجتي- لو رويت لها هذه القصّة لعيّرتني بأختي ووالدي.
في بعض الأحيان عندما يتحدثون عن الرّجل الشّرقي وشرفه. تأتي إلى ذاكرتي القصص دفعة واحدة. في حينا خمسة عوائل منكوبة من أصل سبعة. أحد الرّجال تحرّش بابنة عمّه، وهي في السّابعة من عمرها، وأخ تحرّش بأخته الشّابة.
لن أكمل. كانت حياتنا سيراً من الألم وفي كل سيرّة كنت أتمنى أن أموت، أستهجن ما يجري، أما لماذا سرقت ليرات زوجتي، فقد أضفتهم إلى ما عندي، واشتريت منزلاً لنا. رفضت مشاركتي إلا إذا سجلّت البيت باسمها.
تصّرفت، اشتريت المنزل، رحلت هي، سأرحل أنا، ويبقى بيتنا في داخله كنز مفقود.
. . .
عندما تداهمني لحظة فرح ألوم نفسي.
أجعله يهرب منيّ.
أنا شمسة النّدابة. أندب حظي، أبتسم له في السّر.
أعتبر نفسي محظوظة، لا أعلن ذلك خوفاً من الحسد.
نعم محظوظة. تزوجت، وأنجبت، وماذا بعد؟
لي زوج، وابن.
نعم لكن أين أنا؟
أنا لاشي، لم يعد لوجودي قيمة.
يجب أن أحقّق شيئاً في هذه الحياة.
وماذا في الأمر لو عملت مع ابن الضّبع؟
لا أعرف من أين وصلته الأخبار بأنني أجيد العمل.
أرسل لي مدير أعماله" تعلبة" من عشيرة "البو شرف"
أتت إليّ تحاورني، ورائحة عطرها فوّاحة.
وخلاخلها من الذّهب الخالص.
لم تبلغ العشرين من عمرها,
عشيرتها تعتزّ بموهبتها.
ومكانتها، فالضّبع يرعاها.
حراستها جنود وملائكة. قالت لي:
-نعطيك مكتباً لائقاً، فقط نرغب أن تغيّري أسلوب لباسك، ومكان إقامتك.
-قلت لها بخجل، وانحناءة. يتحدّثون عنه بالسّوء حول النّساء!
-وهل تصدّقينهم؟
تعرض العشائر عليه بناتها، والطوائف نساءها، من أجل استقرار وضع المجتمع. هو في منتهى الرّقة. يعطي الكثير، والله خلقه هكذا أمير. اختارني من بين ألف فتاة تقدّمت للمسابقة.
بعضهنّ أجمل منّي.
أعجبه رائحة عطري.
وما هو نوع عطرك؟
اسمه : رائحة المغارة.
هو يحبّ اسمه، ولا يشبع شمّاً لي.
هو اسم تراثي يوحي بالحبّ.
-قبلتُ العمل أيتها الجميلة، ما دمت أنت سيدتي سأكون بخير.
. . .مديرتي تعلبه تجيد فنوناً كثيراً
مهمّتي عند "الضّبع الأمير" أن أكتب له رسائل حبّ
يضيف عليها بصمتة ،يخرّب ما كتبت.
وبينما كنت أبحث عن الرّغبة كي أضيفها لأدب العشق .
أدهشني ما رأيت.
من يومها يطاردني
أتصوره مثل جارنا أبو مرزوق يركض خلفي .
حتى الأن له مئة رغبة-أعني أبو مرزوق- قيد البحث في سجلّه الجنائي
لكنّها الحريّة التي لا تلزم المتحرّش إلا بالتعبير عن الحبّ.
لست معذورة أني أفهم الحبّ بطريقة تشبه الأفلام الهنديّة.
عليّ أن أقبل نوعاً مختلفاً من الحبّ.
يسمونه دفئاً. الآن عرفت لماذا يرتجف جسدي في عزّ الصّيف عندما يخطر لي أمر الحبّ.
آه يا تعلبة. كأنّك خلقت له-الحب- أنت عمياء مثله تعانقين القادمين، والمغادرين، وتمتلئ جيوبك بينما أنا غارقة في صنع قواميس من الكلمات السّوقية على مقاس الأمير.
. . .
سوف أبيع حماري أصبح يأكل الكثير من الشّعير والبرسيم، ثمّ إنّه عجوز
وربما أستعمله لغرض إثارة المجتمع فهو يجيد الكثير من الفنون إضافة إلى فن استعمال حافره.
لا بأس أن أصبغ شعره بصبغة الصوف هذه المرّة، أخشى على شعره أن يشيب من كثرة استعمال مزيل اللون.
أعتقد أنه سيكون سعيداً لو أصبح لونه زهري.
غداً موعدي مع تسويق منتجي الجديد" الزّهروم"
ستكون برفقتي شمسة. أضع في الخرج المنتج، ونصعد إلى المسرح في الطّاحونة الحمراء. سيكون التوقيت عندما تؤدي أم الرّيش وصلتها.
نحن الأن على المسرح,
يلتفت الحمار إلي. يكلّمني.
تغيّر لونه، فأصبح يتكلّم:
لا تدعيهم يقولون عني عظيماً أو رائعاً، هذه الكلمات قادمة من قاموس النّفاق.
قبّلته من خشّته، ونخر بخيلاء، عدت إلى الوراء خطوات.
أنا مثلك يا عزيزي، لا أحبّ كلمات التّفخيم.
كلّما قال لي أحدهم أنت عظيمة أمدّ يدي إلى جيبي أخشى أن يكون قد سرقني. شمسة تنطلي عليها تلك الكلمات. تحدّثني بلغة الكتّاب.
أشعر بالتّألق على المسرح، وأخشى الجمهور.
هل هذا جمهور؟
نطق حماري. يعاندني.
هؤلاء لم يستعملوا رؤوسهم. حواراتهم بعكسنا نحن ذوو الرؤوس الكبيرة.
سأصفعك!
آسفة . لم أقصد. اعتدت أن تكون مؤدّباً.
تصفيق.
ماذا جرى؟ هل كنّا نتحدّث بصوت عال؟
. ..
شمسة أين أنت؟
أنا هنا يا سليم.
لو سمحتِ: تلك القصائد الجاثمة على صدري أمحيها، أو اسكبي عليهاً كأساً من الكحول، واحرقيها..
هي قيد التّصحيح منذ بداية عمري
كنت على عجلة من أمري.
أصبحت بطعم اللبن الحامض.
لا بأس أن أطمرها.
أقرأها ثانية من الأسفل إلى الأعلى كي أغرّبها
ألفّها بالنّسيان .
أدفنها مع آهات العمر، ويبقى لي مساحة أخرى من الصّبر
كأنّ الموت نسي كم يبلغ عمري يا شمسة.
بت أخاف أن لا يأتي
هل تعرفين كم عمري؟
لا أعرف يا سليم .أنت على قيد الحياة، وبصحة جيدة.
نعم، بحثت عنه طويلاً.
ثم بدأت أعدّ المراحل.
مررت بما قبل جهنّم، وجهنّم، وجهنم الحمراء، وصلت إلى الجحيم.
ماذا بعد الجحيم؟
أنا الآن في مرحلة ما بعد الجحيم.
أرى النّاس ترحل إلى جنان الخلد مذبوحة بسيف الظّلم.
هل أتى أحد من طرفهم يخبرنا أين هو الخلد؟
لو فسّرنا كلّ الأمور بمعيار المفاهيم الدارجة.
سيكون الخلد هو جهنّم التي تحرق قلوب الأحياء، وتنزف دماء الأموات.
هنا لا يوجد فسحة لنا
يمكنك تسمية حياتنا جهنّم واحد، واثنان، وثلاثة، وإلى ما لانهاية.
أعتقد أن الجحيم يقع في جهنّم السّابعة.
عندما يحضرني الموت. غني لي يا شمسه. دندني يصوت أمي كي يلفّني الأمان.
.. .
أتوق للحبّ. لفضاءات تجعلني أغوص في سماء تحملني على كفّها.
لم أعد أسمع صوتي، كلّما هبّ عليّ النّدب أدّق على صدري كي أخرج ما فيه من الآهات، وأتفرّد في موهبّة خلقت معي. اعتقدت أنّني خلقت لهذه القضيّة، أبكي على حالي، لكنّ النّدب أصبح لغة يمارسها الجميع، وضاع صوتي ، وصداه. لم يبق منّي سوى صوت الليالي.
مسافرة مع الزمن، وقلبي طفل يضجّ بالأمل، ويداي تنذران بضيق ذات الوقت، وتسقط أقلامي، وألواني. أمدّ يدي لألتقط همّاً، يعاند. أرجوك دعني ابتسم معك، نسيت أن أغسل ثغر الليالي.
مصنوعة من الوهم حكاياتي الجميلة، فما رأيت منها كلّ ما وصفته على أنّه حقيقة.
يضنيني الصّدق، وأرسب في امتحان الكذب، يتفوق علي الكثير. مدارسهم كانت لها أثمان باهظة، وليس مثلي.
هذه أنت يا شمسة. مثل بئر مملوء بالألم.
سأبقى ذكرى، أو ظلاّ يطارد وهماً، فليس في الحياة شيء سوى الوهم.
. . .
أين أنت يا شمسة؟ تأخرّت عن الموعد.
هل رأيت ما جرى؟
لم أر يا زينب.
قبل قليل وصل كيس مملوء بالذّبائح، ملوّث بالدّم
أدرت ظهري:
خذوا الكيس بعيداً. حرّمت أكلّ اللحوم.
من الجيّد أنّك لم تفتحيه.
لماذا؟
هل تذكرين مروان وعلي، عيسى، وليلى
نعم أذكرهم.
سمعت أنّهم اختلفوا على اسم الوطن،
وعلى العلم.
قتلوا بعضهم بعضاً.
قطعوهم،
وأرسلوا إلى كلّ بيت وجبة منهم.
لم أصدّق ما قالوا.
صدّقي. هو أمر عادي
انظري إلى الشّارع كيف يجوبه المنتصرون.
من انتصر؟
انتصر الضّبع.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |