Alef Logo
يوميات
              

أسرار الصّحافة

ناديا خلوف

خاص ألف

2015-04-01

البسطاء يتعلمون من تجاربهم، وقد لا يتعلمون.

كلّ شيء هو صناعة، كي تصنع نجماً مثلاً عليك أن تكون مقتنعاً أنّه قادر على تحقيق الرّبح، وهو كلام لا غبار عليه، فالجميع يسعى من أجل لقمة عيشه.

ماذا تعني سياسة المحطّة، أو الصّحيفة، أو الموقع الالكتروني؟

هي تعني ببساطة شديدة: إن كنت تعمل معي فإنّ عليك المحافظة على مصدر رزقك الذي هو أنا، ومصدر رزقي هو أن تبتعد عن هذا الرأي أو ذاك. هي شروط واضحة حتى لو لم تكتب، وربما هي شروط محقّة فالعقد شريعة المتعاقدين، وعلينا أن نبتعد عن مفهوم الحرية كما نتخيّله في العمل الصحافي، فالصحافي حرّ في حدود الالتزام بسياسة المنبر الذي يعمل فيه.

نمرّ اليوم في عصر الطائفيّة العربيّة، لذا فإن الاصطفاف شمل حتى من لا يؤمنون بالدين، فليس الأمر سهلاً أن أبايعك لأنّك من طائفة ما، تعادي أهلي، وجيراني.

قد يبدو هذا تبسيطاً، لكنّ تجربتي في هذا العمل أعطتني خلاصة الكلام.

لا أخفي سرّاً أنّه يعرض عليّ الكتابة بأجر في أكثر من صحيفة، بعضها يعرض علي العمل بالقطعة، والأخر بمرتب من خلال عقد، وقرّرت أن لا أحسم أمري، فأنا لا أرغب في الالتزام، لكنني أكتب في أي صحيفة لا تضع شروطاً على عملي، وبدون عقد، لأنني لا أستطيع أن أفرض على ذهني الإلتزام.

من بين تجاربي: الكتابة إلى صحيفتين عربيتين في أوروبا بناء على طلب إحداهما، ولإعجابي بالأخرى، فهم يحملون فكراً يشبه فكري.

أما الأخرى، فقد كتبت موضوعاً عن الطفولة في سورية على حلقات لا بأس بها من وجهة نظري، ولم تنشر آخر حلقة مع أنها ليست سياسية، فقط تتحدث عن أطفال سورية ،وليس هنا بيت القصيد، لكن المسابقة الأدبية التي أعلنوا

عنها، والتي فازت بها إحداهن، وليس لديها في نصّها إلا كلمة يا حسين!

أما الصحيفة الأخرى فالعكس تماماً.

لم أعد أكتب في الصحيفتين مع أن إحداهما ترسل لي يومياً، وأتجاهل.

الصحيفة الثالثة تقول أنها علمانية، وهي الأوان، كتبت فيها عدة نصوص، وللأمانة فأنا عندما أقرأ مواضيعها لا أفهم شيئاً. هي فوق مداركي المتواضعة، وهم متخصّصون في أشخاص بذاتهم، ينامون على المواضيع المرسلة لهم كونهم أرفع مستوى من الكتّاب والقرّاء.

بغضّ النّظر عمّا قلت، فإن المواقع الرّابحة هي مموّلة إما من الإعلانات، أو من الأشخاص العاديين أو المعنويين، و تبقى الصحافة الحرة الغير مموّلة لا تستوعب أكثر من شخص للعمل، وليس فيها فرصاً للعيش.

الصحافة الغربية أيضاً لها نفس الشّروط، والفرق بين من يملك الصحيفة ، أو المحطة بين العرب، والغربيين هو فرق شاسع. حيث يكون السّبق الصّحفي، والعمل الصحافي أكثر احترافية في الغرب ، والحرية هناك مرتبطة بالاقتصاد الحرّ، والذي يحمل كلّ المتناقضات.

الصحافة عمل شاق، وقراءة في خطوط الأخر، وفراسة في الأسلوب، وفن قائم بحد ذاته، لكن لقمة العيش فيه مرّة .

{
















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow