ندّعي أنّنا نملك الحقيقة.
خاص ألف
2015-04-26
قد نكون قساة القلوب، نتدّرب على النهوض من فوق الجثث، أو على التّشفي بما نراه.
لماذا؟
لآنّنا لا نسمح للمشاعر أن تخترقنا، محصنون تجاه الحبّ والرّحمة، والحنين، نحيط أنفسنا بهالة من الزّيف ، نحاول التّصغير من شأن غيرنا، وننتشي. نشعر بقيمتنا عندما نتمكّن أن ندوس الآخر حتى لو لم نعرف من يكون.
لا ينطبق هذا الأمر علينا جميعاً ، أغلبنا خلق بجبّلة طيبة، وتعلّم البعض هذا الخبث من مدرسة الحياة على مبدأ " الغاية تبرّر الوسيلة".
البشر الحقيقيون في بلادنا يفشلون أمام هؤلاء الذين يضعون بصماتهم في كل الأماكن التي نزورها، أو التّجمعات التي نعتقد أنّنا نجد أنفسنا داخلها.
هؤلاء النّرجسيون حذرون في إبداء الرّأي والنّقاش، يميلون بطريقة سلسة تجاه الطّرف القوي كي يحتضنهم ، ومن ثم يزيحونه من طريقهم، يعرفون كيف يتجنبّون المتاعب، وكيف يكسبون ودّ الزّعيم أيّاً كان مضمرين له الضّغينة والعقاب.
لو سألنا أنفسنا: هل يمكن الإلمام بكلّ معارف الحياة؟
سيكون الجواب. لا
هم يستطيعون تقديم أنفسهم بتلك الطّريقة، ولا يسمحون لأحد بجدالهم. فالصوت العالي، والحقيقة في متناول أيديهم على طول الخطّ، وما عليك سوى الإصغاء، والتّبجيل.
لا أعرف إن كان ما أتحدّث عنه حقيقة، أو وهماً، لكنني أتعثّر به في كلّ خطوة من خطواتي، هو موجود في الأسرة، والشّارع وفي الحياة.
ما جدوى أن نعمل بجدّ على مدار عمرنا؟ يكون لنا لقاء مع بزوغ الفجر، نعود مرهقين، لنرى أحدهم ، ومن الذين نعرفهم، وقد استيقظ من نومه مساء ليقضّ مضجعنا في سهرة يتحفنا بها عن نفسه، ولأنّنا مختلفون نتحمّل نرجسيته، ولو شعرنا بحاجة له في أمر ما، يصدّنا بطريقة فجّة، ويعلن عن شرفه مشيراً لنا بالانتهازيين.
أردت أن أتحدّث عن نوع من البشر موجود في كلّ أنحاء العالم، قد يكونوا مصابين بمرض النّرجسية، لكن أن يصبح الموضوع ظاهرة عامة فهذا ليس موجوداً سوى بين العرب، وبخاصّة بيننا نحن السّوريون. نحن عنيدون أمام الحقيقة التي تخالف رأينا، ومستعدّون ليس للإقصاء بل للقتل أيضاً.
من أين أتت إلينا كلّ تلك القتامة؟
سؤال يحتاج إلى إجابة.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |