من حقّنا أن نعيشَ حياة عاديّة
خاص ألف
2015-06-28
من حقّنا أن نعيشَ حياة عاديّة.في المرّات القليلة التي حاولت فيها أن أقول وجهة نظري. قوبلت بالهجوم. أصمّ أذنيّ عندما أسمع كلمة وطن. فأنا لا أنتمي سوى للريح، وآبي آدم أولاده كلّ البشر ربما، إلا إذا كان آدم هو كذبة أيضاً.
أحبتي! أنا لا أنتمي لوطن لا تعرف كيف تبكي فيها الأمهات. لا أنتمي لوطن تفقد فيه طفلة كلّ عائلتها. هذا ليس وطناّ.
أغلب الذين يصرخون حول الوطن لن يمسّهم الضّر من أي مكان، هم مثل المطاط، كلّما حلّ بيننا دكتاتور أو إمام نادوا بحياته باسم الوطن.
أبناء الفقراء، والمدنيين قتلوا، وأهلهم هائمين على وجوههم، ولا زال البعض ينفث حقده الأسود على الشّهداء، يرغب أن يعودوا من الموت ليقتلوهم ثانية.
لماذا أسميه وطناً ، ولم يكن لي مكان فيه؟
سأسعى في مناكبها، وأنا لم أهرب من الحرب، فقبل الحرب بسنوات طويلة غادرت ذلك المكان المؤذي الذي تسمونه وطناً.
مع تغريد الشباب وبدء الثورة بدأت أحلم بعودة مشرّفة إلى ما يدعى سوريّة لكن سرعان ما تبدد الحلم ، سورية هي مكان للموت وليس للعيش.
لن أشرح معاناتي التي كانت كبيرة في قلب الوطن " السّجن" نعم لن أشرحها، لأنّ معاناة من أتى بعدي هي ليست معاناه فقط بل هو الجحيم بعينه.
لا أنتمي إلى الوطن، بل أنتمي للمظلومين من أبناء سوريّة. السورية لا تقاس بالكلام عن الياسمين، وبردى. هم سوريون لأنّ في كلّ بقعة من المكان لهم عزيز يغفو تحت التراب، لماذا يغادر من يفقد ابنه؟
لن يستطيع الهرب من دمه.
للذين ينافسون على الوطنيّة. أبارك لكم. نعم أنا مهاجرة، وفي كلّ مكان في هذه الدنيا أشعر فيه بالضيق سأغادره إن استطعت.
نعم أنا مهاجرة. أتعلم لغة الآخر، وأكتب بها أدباً، ولا زالت لغتي الأمّ هي التي أفكر بها، ليس من شأنك أن تحاسبني. بإمكانك فقط أن تلغي وجودي من حساباتك.
لم تكن سورية مكاناً صالحاً للعيش يوماً، وليس صحيحاً أننا كنا متعايشين. نحن نضحك على أنفسنا. هؤلاء هم السّوريين الذين كانوا يسيطرون على مصيرنا. تحولوا اليوم إلى أسماء جديدة، وأصبحوا اسمهم الوطن وداعش والنصرة، وهم باختصار شديد. إما عروبيين، أو إسلاميين، ولا فرق بين الطرفين.
إلى الأبطال الذين يبحثون عن أماكن وجودي في الوطن.
أنا هجرت الوطن ، نعم أنا أحبّ الحياة. وأحب أن أعيشها، لم يعد بإمكانكم أن تحاربوني بلقمة عيشي، وأهمس في أذنكم بأن أغلبكم يحلم بتركه، ويرغب أن يؤسس في الغرب له فقط، فالغرب أسس فيها أبناء السّلطة لهم ولأولادهم حياة رغيدة.
إنّني بشر، والبشر يفرحون، ويحزنون، يعملون ، ويرتاحون، يمارسون الحياة، وأنا أرغب بحياة تليق بالبشر.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |