قيادة الحياة تشبه قيادة السّيارة القديمة، كلّما تعطّل فيها شيء يجرّ خلفه تعطيل كل الأشياء المرتبطة به. قد يكون ليس الجميع ولدوا وفي فمهم معلقة من قهر، هؤلاء لسنا منهم.

لا زلت أتمسّك بمسافات الأمان. طبّقت نظام السّير على الحياة ، أترك مسافة أمان بيني وبين الأشخاص زمانيّة، ومكانية .

أملك عيناً ثالثة يتدفّق من خلالها بصري الرّوحي، وأرى فيها أكثر مما رأت زرقاء اليمامة. هي بصيرتي تنبئني بالنهايات. أراني مقتولة بنيران صديقة، ومحمولة على أكفّ أعداء يسمونني شهيده.

مسافات الأمان التي أتركها بيني وبين البشر، تشبه ذلك الثّقب الذي كان كهنة الصين القدماء يحفزونه في جبهة الطفل كي تستمر بصيرته. هو ثقب صغير يشوه ال ويخفق قلبي من أجلهم مصابون بعطل في الذاكرة. يعتقدون أنّ الأماكن لهم واليد الفاعلة في كلّ أمر، وما أنا سوى كائن من الدّرجة الأخيرة.

عليّ أنجّبهة إلى الأبد، ويحفر في الذّاكرة بصيرة ملتهبة. رجال الدين يعالجون دائماً بتشوّهات لا تنساها الذاكرة.

أحبّ الأمكنة، ويقتلني الحنين، وعندما أصحو من حالتي، وأشدّ الرّحال إلى تلك الأماكن. ينبض قلبي قبل اللقاء، وأصاب بشلل في حنيني فور حدوثه. بعض الذين أحبهم أفعل كما يفعلون. العمليّة سهلة يمكنني أن أكون باردة كالثلج معهم من حيث المبدأ، لكن بعض الأدب الذي تربيّت عليه يمنعني من ذلك. لذا صنعت جهاز إنذار على قياسي يخرج الضوء الأحمر عندما يكون الوضع غير مناسب للحنين أو التّواصل.

الجهاز يبدو أحمر على مدار السّاعة، ومسافات الأمان تضيق. عندما تكوّرت على نفسي، وأغلقت كل الحواس لديّ أصبح الضوء أخضر. سررت . عدت إلى طبيعتي، اخترت الحنين، والحبّ ، وخفقات القلب أبوح بها لذاتي، وأغلق عالمي كي أبقى في دائرة الأمان.